|
الجزيرة - عوض القحطاني - تصوير - حسين الدوسري
انطلقت في قصر طويق بحي السفارات بالرياض أمس فعاليات الحوار التنموي الأول لمؤسسة الملك خالد الخيرية بحضور حشد كبير من المسؤولين ورجال الأعمال والعاملين في الحقول التنموية داخل المملكة وخارجها.
وبدأت الفعاليات بكلمة للدكتورة ثريا أحمد عبيد وكيلة الأمين العام والمدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان وقالت فيها: إن التنمية قبل كل شيء هي من الناس وبالناس ومن أجلهم، بيد أن الهياكل المؤسسية الرسمية التي توفر المساعدات الإنمائية تؤدي في أحيان كثيرة إلى تعجيز المنظمات أو المجتمعات المحلية بدلا من تنشيطها وفي أحيان كثيرة تؤدي برامج المساعدة الإنمائية التقليدية وبرامج التنمية الحكومية إلى تثبيط المبادرات المجتمعية المحلية والمشاريع الحرة التي يقوم بها الأفراد بدلا من تعزيزها. ومن جهة أخرى قد تؤدي إلى اتكالية هادمة لقدرات المواطن وهادرة للموارد الوطنية. وهنا تأتي أهمية «الحوارات التنموية» التي تقوم برعايتها مؤسسة الملك خالد الخيرية.
بعد ذلك ألقى معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين كلمة رحب فيها بالحضور شاكراً لمؤسسة الملك خالد الخيرية هذه البادرة. وقال معاليه: إن المؤسسات غير الربحية هي نمط من أنماط المجتمع المدني وهي التي تتشكل طوعية وهي تقوم بخدمات ودور حيوي هام في العمل التنموي والمساعدات والإغاثة وهذا الانتشار سوف يساعد على خلق مجتمع فتي مستقر وأن دور الدولة هو دور محفز ومشجع ومسهل ورسم خريطة العمل الخيري في بلادنا دون أي عقبات للعملية التنموية.
وأوضح معاليه أن مثل هذا الحوار وهذه اللقاءات والآراء التي طرحت هي في الواقع آراء سوف يؤخذ بها وستدعم ما تقوم به الوزارة لخدمة العمل الخيري والإنساني في المملكة.
وانتقد معالي وزير الشؤون الاجتماعية مشاركة العمل التطوعي في المملكة قائلاً إنه لا زال محدودا ونأمل أن نحفز الناس على العمل التطوعي من أبناء وبنات هذه المملكة. وأبان معاليه بأن منظمات وجمعيات المجتمع المدني في المملكة تخضع لعدة وزارات مثل التعليم العالي والتجارة والإعلام مشيراً معاليه إلى أن الجمعيات في المملكة تشكل نواة وليس هناك فراغ نظامي في هذا القطاع.بعد ذلك تحدث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن خالد بن عبدالله الفيصل المدير التنفيذي ورئيس مجموعة الفيصلية القابضة قائلاً: مع الأسف الشديد أنا الوحيد من القطاع الخاص الحاضر وكنت أرغب أن يكون هناك أكبر عدد من رجال الأعمال حاضرون، وأشار سموه إلى أن العمل الخيري يواجه تحديات وأن هناك ضغوطاً تواجه القطاع الخاص ومن يتبرعون أو يدعمون مع الأسف الشديد لا يسألون عن المبالغ كيف تم صرفها.. وهل هي مجدية أم لا؟!
وقال سموه: يجب أن يكون هناك أهداف لا عواطف في التبرعات والتركيز على دراسة دعم المشاريع وما هي أهداف وبرامج وخطط هذه المشاريع حتى يكون الدعم والمساندة له فائدة على المجتمع وحتى يتفاعل رجال الأعمال مستقبلاً مع العمل الخيري لأن هناك أعمالا غير مدروسة مشيراً سموه إلى أن الشفافية مطلوبة في العمل الخيري.
وأكد سموه بأن هناك معوقات لدى القطاع الخاص منها الهيكلة والأفراد ووضع الإستراتيجيات التي تخدم لدعم المشروعات والبرامج التنموية في أي مجتمع موضحاً بأنه يوجد لدينا قوانين وأنظمة ولكن لدينا ضعف في التنفيذ وأن هناك ضعف في التكامل بين القطاع الخاص والعمل الخيري للأسباب التي أشرت لها لأن المسؤولية الاجتماعية ليست خيارا ولكنها واجب والعمل الخيري هو خيار.
بعد ذلك استعرض الأستاذ ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية «أجفيد» عددا من الأمور التي يجب أن يؤخذ بها وتطوير مفهوم العمل التنموي الذي يخدم المجتمع والمنظمات غير الربحية وكيفية تفعيل دورها في التنمية الاجتماعية وتطرق إلى المعوقات التي تعيق العمل الخيري والتنموي في البلدان العربية وضعف آليات المشاركة وضعف أداء المنظمات وقصور الرقابة على المشروعات وتوظيف الأموال التي تخدم المشاريع التنموية.
بعد ذلك ألقت د. هدى رشاد مديرة مركز البحوث الاجتماعية بالقاهرة كلمة عن آليات تحقيق الدور الفعال للمنظمات غير الربحية فقالت: من أهم المتطلبات لهذا العمل: إرساء قواعد وأساسيات القيام بهذا الدور وإيجاد مناخ مجتمعي ومؤسسي داعم، والتعرف على الفرص الواعدة والاستفادة من النماذج الناجحة في أي مجتمع لدعم القضايا التنموية لإيجاد مساحات أوسع للتعاون وتحقيق شراكة حقيقية وفتح المجال لشركاء جدد والاهتمام بتوفير المعلومات اللازمة للمشروعات.وفي نهاية الكلمات طرحت عدد من الأسئلة من الحاضرين على ضيوف الحوار ثم الإجابة عليها.