طالب جامعي، شاء أن يكتب بعضا من رؤيته في الحياة، بعد قراءته في هذا المكان، موضوعا بعنوان «الحياة كما نعرفها» في عدد الخميس 13-11-1431 الموافق 21-10-2010، فحصرها في حياته في الجامعة، إذ يقضي فنها جلَّ وقته، دارسا، أو في خارجها متهيأ لها، ومعدا لواجباتها،..
قال لي في رسالة وصلتني مناولة: (أتردد، وأتقدم وأتأخر.. هل تقبلين بي كاتبا في زاويتك؟ ماضيا في إثر فكرتك؟ ربما الحياة في الجامعة، تجعلنا في تأملنا، نعرف الحياة بشكل مختلف، إن قبلتِ بي فسوف أقول عنها: عرَّفتنا الجامعة، أن الصمت بأدب في المحاضرة، يقدره قليل من الأساتذة، وينكره كثير منهم، الذين يقدرونه يعرفون أن الطالب، لا تفوته شاردة، ولا واردة، وعندما يقيِّمونه، لا يحاسبونه على صمته، ولكن يحاسبونه على ما يكتب في إجاباته، أو يحاور في مناقشاته، هؤلاء عرَّفونا الحياة بأنها جامعة، والذين يحاسبوننا، فينقصون من درجاتنا، عرَّفونا، أن في حياة الجامعة، من يظلم، ويتجاهل ظلمه، وعرَّفتنا الجامعة، أن في حياتها، الطلاب الذين لا يقومون بأعمالهم، المطلوبة في مقرراتهم، هم نماذج للكذب، فإن اصطادهم الأساتذة، فيزيدوننا ثقة، في نقاء حياة الجامعة، وإن تغافلوا عنهم، أو منحوهم أعلى الدرجات، فإنهم يعرفوننا بأن حياة الجامعة، لا تعني النزاهة المطلقة..، وعرفتنا الجامعة، أن الحياة فيها ساحة صراع، فصراع الأساتذة فيها، من أجل الكسب المادين أكثر من تقديم المخزون الفكري، وصراع الطلبة لكسب الدرجات لا لخبرة المضامين..، كذلك عرَّفتنا الجامعة، أنها حياة، من يقترب منها يهابها، ومن يبتعد عنها، يحلم بها، فحياة الجامعة حد بين الظلام والنور..)..
ثم ذيَّل الطالب الجامعي رسالته بحروف اسمه (م.ع.س).., وختمها برجاء إجراء أي تعديلات، أو تصويبات في اللغة أو الأسلوب...
ولقد تركتها كما هي، إلا من قليل لزم..
لكنني مثلجة الإحساس، بقلم طالب جامعي، أتوسم فيه، أن ينهج في الكتابة مسار الكاتبين المبدعين...
فالحياة في الجامعة إن كانت تصنع لنا فكرا جميلا، وتؤهل القدرة في التعبير، وتصقل مهارة التأمل، وعمق الرؤية، فإنها حياة كما نعرفها، بوتقة لا تنضج غير المكافحين، من رسموا أهدافهم، ولم يتَّكلوا على سواهم، وجعلوا من بوابات الجامعة مداخل للأخذ، ومخارجها ساحات لإثبات الذات..
الحياة يا بني، في الجامعة، حياة مصغرة لما هو خارج أسوارها، لن تجد المثالية المطلقة، كما إنها ليست تحرمك منها.. وبكل السعادة منحتكَ المكان، بمثل ما منحتني الفرح بكَ.
وُفِّقتَ في حياة أنت، وجيلك، من سيصنع وجهَها المشرق، ويعرفنا به ذات مستقبل، عسى أن يكون قريباً.