فاصلة:
(لدى التصرف ،ينبغي التقيد بالقواعد وعندما نطلق الأحكام ينبغي مراعاة الاستثناء)
- حكمة فرنسية -
في مجمع في الدمام مؤخرا اختفى طفل عمره أربع سنوات أثناء تسوق العائلة في أحد المجمعات التجارية بينما كان يلهو مع بقية الأطفال في ساحة الألعاب.
الخبر الذي نشرته أكثر من صحيفة محليّة يركّز على جهود الشرطة في إعادة الطفل إلى أهله؛ فالشرطة استعانت بالصور الشخصية للطفل، وبعض المعلومات الخاصة، لتمريرها إلى رجال الشرطة العاملين في الميدان وأقسام التحريات والبحث الجنائي.
والسؤال لماذا لا توجد في مجمعاتنا التجارية الاحتياطات الأمنية مثل كاميرات التصوير؟
أذكر أن ابن صديقة لي فقدته لدقائق في أحد المجمعات التجارية خارج المملكة وعندما أبلغت إدارة المجمع كان أول إجراء لها إقفال جميع منافذ الخروج من المجمع قبل الوصول إلى إبلاغ الشرطة، لكننا في حال اختفاء أطفالنا لا نعرف حتى ماهي الإجراءات التي علينا أن نتخذها.
في الخبر تقول الشرطة إن حادث اختفاء الطفل يوسف، يعد الأول من نوعه، الذي يقع في المنطقة الشرقية منذ 5 سنوات، وأتساءل هل هذا المعيار هو مقياس لندرة عملية اختفاء الاطفال في مجتمعنا؟
فماذا عن الأطفال الذين يختفون مثلا في مكة المكرمة مثل حادثة اختفاء الطفلين القطريين في مكة عام 7 -6 -2009
وهناك الطفل «مهدي» الذي اختفى في مدينة القطيف منذ أربع سنوات وهناك حملة على الفيس بوك أنشأتها مجموعة متعاطفة معه لفك لغز اختفائه.
وهناك الطفل» محمد الحميضي» الذي أعلن والده عن جائزة مالية كبيرة لمن يجده وهذا قبل عامين.
وقد نشرت العربية تقريرا في نوفمبر 2006م حذر فيه خبراء سعوديون يعملون في المجال النفسي من تفشي ظاهرة خطف الفتيات والصبيان في البلاد، خاصة بعد تسجيل الجهات الأمنية لأكثر من 30 حالة اختطاف متنوعة ما بين صبيان وفتيات وخادمات خلال شهرين.
بالنسبة لاختفاء الأطفال من الممكن أن تكون هذه الحوادث فردية وليست ظاهرة ولكن ماهي الإجراءات الأمنية التي توجد في الأمكان العامة لحماية الأطفال من الضياع عن ذويهم أو إتاحة الفرصة لأي كان لاختطافهم.
وهل لدى الأهل الوعي في إفهام الأطفال بسلوكيات الأمن في حال ضياعهم في الأماكن العامة مثل بقاء الطفل في مكانه لفترة حتى يعود إليه أهله ومعرفة أرقام هواتف والديه أو إخوته للإدلاء بها إلى رجال الأمن في المكان العام؟
من المؤسف أننا في مناقشة مشاكلنا نعلق الأسباب على جهة واحدة دون أن نتفهم أن لكل مشكلة عدة عوامل مسببة لذلك فالمسؤلية مشتركة.
