كنت قد أشرت في المقال السابق إلى أن وزارة التعليم العالي تبنت مشروع الملك عبدالله للابتعاث الخارجي، الذي من المتوقع أن يصل تعداد المبتعثين إلى (200) ألف طالب وطالبة.. وأن هذه المشروعات: برنامج الابتعاث الخارجي، وبرنامج المنح للجامعات الأهلية الداخلية، وإنشاء جامعات المحافظات ستكون هذه المشاريع هي محور عمل الوزارة في الفترة الحالية والقادمة.
المشروع الثاني هو جامعات المحافظات وخطط له استيعاب الطاقات الأكاديمية والنخب المتعلمة تعليماً جامعياً عالياً، وتوطين الوظائف والسكان والمجتمعات في مقر إقامتها الأصلية من خلال التعليم، بدلاً من النزوح والهجرة للمدن.
المشروع الثالث: هو برنامج الملك عبدالله للمنح الدراسية في الجامعة الأهلية الداخلية.. حيث يغطي البرنامج كلفة الطالب التي تبلغ حوالي (70) ألف ريال سنوياً.. وهذا يصب في محورين هما دعم للجامعات الأهلية واستيعاب الطلاب الراغبين في الالتحاق بالجامعات والتعليم النوعي ممن لا تسمح لهم ظروفهم في الابتعاث.. أو من لم يتمكن من القبول في التخصصات العلمية التي يرغبها في الجامعات الحكومية.. وأيضاً من هم في حكم السعوديين. هذه المشاريع الثلاثة: الابتعاث وجامعات المحافظات والمنح الداخلية هي مشاريع وزارة التعليم العالي الفعلية في هذه المرحلة.. أما الجامعات الكبيرة القائمة فهي لا تحتاج الوزارة بصورة مباشرة.. لأنها أكملت دورتها وأصبحت كيانات قوية.. كما أنها تتمتع بميزانيات مالية مستقلة ولها هويتها واعتباريتها واستقلالها الإداري والمالي.. حتى إن بعض الجامعات إذا أكملت مشروعاتها الاستثمارية فإنها قادرة على الصرف على الوزارة.
لذا فإن المشروعات الثلاثة تحتاج للرعاية المالية والإدارية.. ولا ينظر لها أنها مشاريع (منبتة) ومنقطعة.. بل مشاريع مستمرة.. فبلادنا بحاجة إلى مسابقة الزمن والتعجيل في بناء العقول والاستثمار بالموارد البشرية بعد أن أكملت البنية التحتية في إعمار العديد من القطاعات. وزارة التعليم العالي الآن مسؤولة عن بناء جيل وإعداده للمستقبل.. وهذه المشروعات أبرز أدوات البناء.