نتوءات التنمية عندما تتم مراجعتها وإصلاحها دائماً ما تضيف إلى مسيرة التنمية إضافة جديدة من استكمال للوظائف الأساسية التي أراد واضعو خطط واستراتيجيات نماء الوطن تحقيقها لتلبية حاجيات المواطن، وكذلك توفير السكن الذي يعتبر من أهم متطلبات الحياة المعاصرة؛ ولهذا اهتمت الدولة بتمكين الإنسان السعودي من الحصول على مسكن مريح، وكان من إحدى الأدوات والآليات الناجعة إنشاء صندوق التنمية العقاري الذي تمكَّن من مساعدة مئات الآلاف من المواطنين الذين تمكنوا من إنشاء مساكن لائقة لهم ولأسرهم، إلا أن الآليات والبنود لا يمكن أن تحقق كل الأهداف التي سعى مشرعو النظام إلى تحقيقها؛ حيث لا بد أن تظهر بعض النتوءات والملاحظات عند تطبيق النظام، وهو ما ظهر عند البدء في تنفيذ نظام صندوق التنمية العقارية؛ فبعد كل هذه السنوات من الاستفادة كان لا بد من إصلاح الوضع، وهو ما قام به مجلس الوزراء خلال جلسته الأسبوعية، وذلك بإلغاء شرط تملك الأرض عند التقديم لطلب القرض من صندوق التنمية العقارية، إضافة إلى تعديل بند قيمة القرض الممنوح؛ حيث تم توحيد مبلغ القرض المقدم للمواطنين في مختلف مناطق المملكة من الصندوق، الذي أصبح ثلاثمائة ألف ريال.
هذان القراران عالجا إشكالات كانت تواجه المواطنين؛ حيث كان اشتراط امتلاك أرض عند التقديم لطلب القرض يُحمّل المواطن أعباء وتكاليف مالية تجعله يُحجم عن الاستفادة من هذه المساعدة التي أرادت الدولة تقديمها له لتحقيق هدف تنموي واجتماعي مهم، كما أنه يجمد مبلغاً كبيراً من المال بما يجعله عاجزاً عن تحقيق هدفه النهائي بإنجاز بناء المسكن، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأراضي الذي امتد حتى إلى أطراف المدن.
أما قرار توحيد مبلغ القرض لعموم مناطق المملكة فقد حقق العدالة والإنصاف، خاصة للمواطنين في القرى الذين كانوا يحصلون على أقل مما يحصل عليه الراغبون في إنشاء مساكنهم في المدن.
JAZPING: 9999