يتنامى الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية في بلادنا العزيزة باطراد، ويتسع مدار هذه الثقافة التي باتت تشكل ركيزة مهمة في بناء المجتمع وتنميته، وذلك لأن المجتمع السعودي مجبول على حب الخير، وقائم على التكافل والتعاون بين أفراده، وظل هذا المفهوم متأصلا في المجتمع لانطلاقه من تعاليم الإسلام وقيمه الهادفة إلى بث روح التعاون والتكافل بين الناس.
وضمن هذا التطور الواضح الذي تشهده المسؤولية الاجتماعية في بلادنا يظل دور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الرئيس الفخري لمجلس المسؤولية الاجتماعية بارزاً ومهماً في تكريس مفهوم المسؤولية الاجتماعية والعمل من أجل إرساء دعائم التنمية المستدامة، حيث يشكل المجلس الوعاء التأطيري لهذا العمل الاجتماعي الكبير والفاعل.
وعرف سمو الأمير سلمان منذ وقت مبكر بعشقه لعمل الخير، ومساندته برامج وأنشطة مؤسسات المجتمع المدني وجهود تنمية المجتمع والاهتمام بكل ما يسهم في تطويرها وترقيتها، وتنبع فلسفة سموه إزاء المسؤولية الاجتماعية من كونها تشكل أمراً ضرورياً لحماية المجتمع وتطويره باعتبار الإنسان مسؤولا عمن هم تحت مسؤوليته، وتتسع دائرة تلك المسؤولية ابتداء من الأسرة ومروراً بالمجتمع والمدينة ووصولاً إلى الوطن بأسره، وقد اعتاد سمو الأمير سلمان دائماً على حث رجال الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص على الاضطلاع بمسؤوليتها الاجتماعية من بذل وعطاء وتقديم الدعم والتبرعات والصدقات من أجل تنمية المجتمع ودعم الجمعيات الخيرية، حيث تشكل مبادرات سموه الشخصية والرسمية حافزاً مشجعاً لكثير من رجال الأعمال الذين يؤدون دوراً مهماً في هذا المضمار، اقتداء بجهود سموه المالية والفكرية وما يبذله من وقت من أجل العمل الاجتماعي وتطويره وتثبيت ركائز المسؤولية الاجتماعية بمفهومها الشامل.
وبحكم وجود سموه على هرم مجلس المسؤولية الاجتماعية بمنطقة الرياض، وكذلك بحكم وجوده على رأس كثير من المؤسسات والجمعيات والمراكز واللجان، وكذلك شغله رئاسة مجالس الكثير منها، فإنه ظل يبث هذه الروح في كل من ينتمون إلى الجهات التي يمكن أن تلعب دورا في اتساع دائرة المسؤولية الاجتماعية، بل يمثل سموه مصدر الإلهام والتفكير والتخطيط لكثير من تلك المؤسسات من خلال رعايته ودعمه تلك الجهات، بالإضافة إلى حرصه على حل مشاكل المواطنين والمقيمين وتلمس احتياجاتهم ومعايشة واقعهم وتذليل الصعاب والعقبات أمامهم، كل ذلك يجعل تطوير المجتمع وتنميته ضمن دائرة اهتمام سموه على الدوام.
إن تقلد سموه الرئاسة الفخرية لمجلس المسؤولية الاجتماعية يعكس مدى الاهتمام الذي يحظى به هذا الجانب لدى سموه، ومدى حرص سموه على الارتقاء بالوعي الاجتماعي والمؤسسي تجاه المسؤولية، ومدى تأثيره على حث القطاع الخاص للاضطلاع بدوره الرائد وإسهامه الفاعل في تحقيق التنمية المستدامة، وكان دور سموه واضحاً في هذا الاتجاه من خلال الدعم والمساندة التي يحظى بها المجلس منذ انطلاقته، ومن خلال تأييد ودعم خطط المجلس من أجل تكريس ثقافة مؤسسية عن المسؤولية لدى منشآت القطاع الخاص وأهمية نشر هذه الثقافة وتعزيزها كأسلوب حضاري يبرز الوجه المشرق للمملكة.
إن السعي لتكريس ثقافة المسؤولية الاجتماعية ونشرها ودعمها أصبح سلوكاً متجذراً في حياة سمو الأمير سلمان، بل أصبح أمراً حاضراً في كل لحظة من لحظات برنامج عمله اليومي، فإن مجلس سموه بمكتبه بالإمارة هو مجلس مسؤولية اجتماعية في كافة جوانبه، لأنه يعنى بالفرد والمجتمع، ويعالج احتياجاته، ويحل مشكلاته، فهو مجلس خير وبركة ونصرة وإنصاف ومساعدة لكل مواطن ومقيم، حيث لم يعد هذا السلوك حبيس المكاتب والمؤتمرات واللقاءات الرسمية، بل ظل سائدا في حياة الأمير سلمان يتبعه كظله أينما حل وارتحل لأنه نابع من المسؤولية ومن حب للعمل الاجتماعي الخيري بكافة جوانبه.
وليس غريباً أن تتجسد معاني المسؤولية الاجتماعية وقيمها ومفاهيمها العميقة في كل مبادرات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وتسود جهات كثيرة من مؤسسات القطاع الخاص بفضل جهوده وحثه لرجال الأعمال، فسموه قدوة في البذل والعطاء ورمز من رموز العمل الخيري في هذا البلد المعطاء، حيث تتسم مبادراته ومشاركاته الاجتماعية بتعزيز قيم التكافل، وتكريس مبادئ التعاون بين الناس، والحرص على تنمية الإنسان من خلال تلمسه لكافة القضايا ذات الصلة بالجانب الاجتماعي لحياة المواطن واهتمامه بحلها ومعالجتها بشكل ناجز وجذري.
فهذه المشاركات والمبادرات، والصفات والقناعات لا تضع سموه على رأس هرم مجلس المسؤولية الاجتماعية وحسب، بل تجعله رائد هذه المسؤولية بحكم عشقه للعمل الاجتماعي وحرص سموه على راحة المواطن والمقيم، ورعاية كل عمل ونشاط يسهم في تطوير المجتمع وتحقيق نمائه والاتقاء بحياة أفراده.
tb787@hotmail.com