يعتبر الأستاذ الفاضل سعد بن عبدالرحمن الدريهم - أمد الله في عمره - أحد أعلام محافظة الخرج بمنطقة الرياض البارزين وكان علماً بارزاً في تاريخ الخرج الحديث، ويتميز بصفات عديدة من أبرزها الجانب الإنساني والاجتماعي الذي يعتبر سمة من سمات صفاته فهو يتصف بأخلاق فاضلة والتواضع الجم والجلد والتحمل والطاقة التي يمتلكها، ويتحلى بكرم النفس وسخاء لا حدود له فهو يحرص على إكرام ضيوفه وراحتهم ويبث روح الدعابة والنكتة في نفوس الجميع، كما يتميز بالوفاء المنقطع النظير لمشايخه وأصدقائه ومعارفه وصلة أرحامه وأقاربه مهما بعدت المسافات فهو يصلهم ولا يتخلى عن صلتهم والسؤال عنهم وعن أحوالهم، وخاصة كبار السن من أفراد عائلته أو ممن له معرفة بهم، كما أذكر في هذا المجال بره بوالده الذي يندر أن يكون له مثيل، ويتميز بالعلاقات الإنسانية والصدقات الحميمة مع أصدقائه وزملائه التي ازدادت رسوخاً ومحبة واستمراراً بمرور الأيام، وكان له العديد من الإنجازات في مسيرة حياته فهو من الأوائل في محافظة الخرج والدلم الذين حصلوا على درجة البكالوريوس من جامعة الملك سعود عام 1385هـ وفيما يلي أبرز الأعمال التي تولاها وأنجزها بكل حكمة واقتدار:

أولاً: المساهمة الفاعلة في تطوير وانتشار التعليم في محافظة الخرج عموماً والدلم خصوصاً، حيث تولى إدارة أول مدرسة ثانوية بالدلم عام 1391هـ وساهم مساهمة فاعلة في افتتاحها وتجهيزها بالمعامل والمختبرات وغيرها من الأجهزة التي تحتاجها المرحلة الثانوية، كما تولى إدارات العديد من المدارس المتوسطة والثانوية بمحافظة الخرج والدلم في التسعينيات، وكانت تتميز إدارته بالنشاط والحيوية طوال العام الدراسي، وأتذكر أن من أبرز تلك الأنشطة ما يلي:

1- توزيع طلاب المدرسة على أسر تتنافس فيما بينها في المجالات الشرعية والثقافية والعلمية والرياضية.

2- تخصيص يوم كامل في كل عام دراسي للمكتبة لتشجيع النشء والشباب على حب القراءة وتزويدها بالمراجع والمجلات العلمية والثقافية عن طريق الإهداء والتبرعات.

3- تولي إدارة المركز الصيفي بمدينة الرياض في التسعينيات وكان من أبرزها المراكز التي أقيمت بالرياض لتميزه بالأنشطة العلمية والثقافية والرياضية والفنية.

4- تنظيم رحلات علمية وترفيهية لطلاب المدارس لزيارة المصانع في مدينة الخرج والرياض، وكذلك تنظيم الرحلات الترفيهية لخلق جو من الود والتآلف بين المعلمين والطلاب.

5- إقامة أول مهرجان ثقافي رياضي عام 1391هـ تخلله حفل خطابي وعرض رياضي شيق على مستوى محافظة الخرج حضره معظم قادة العمل التربوي في وزارة التربية والتعليم وإدارة تعليم بالرياض وعلى رأسهم وكيل الوزارة في ذلك الوقت الأستاذ إبراهيم الحجي - وكان هذا المهرجان من المهرجانات التي لها صدى واسع لدى قادة العمل التربوي وأهالي محافظة الخرج والدلم.

ثانياً: المساهمة في تطوير الرياضة في الخرج.

للأستاذ سعد بن عبدالرحمن الدريهم - نشاط ملموس وجهد واضح في تطوير الرياضة في محافظة الخرج عموماً والدلم خصوصاً، حيث تولى إدارة نادي الشرق.

تنظيم رحلات إلى مناطق المملكة لإقامة مسابقات ثقافية ورياضية مع أندية المملكة لتوطيد العلاقات والمحبة والود مع شباب الوطن، وكذلك استقبال بعض أندية المملكة التي تقوم بزيارة النادي وخاصة خلال العطلة الصيفية وإقامة مسابقات ثقافية ورياضية بينهما.

ثالثاً: رئاسة بلدية مدينة الدلم.

ساهم الأستاذ سعد الدريهم - مساهمة فاعلة في وضع الأساس في نهضة الدلم الحديثة وكان من أبرز إنجازاته على مستوى البلدية:

1- المساهمة في ربط الديرة مع حي الصحنة بطريق الأمير سلمان بن محمد.

2- اعتمادات المخططات الجديدة بالدلم مثل مخطط الناصرية - الخالدية - الصحنة - حي السعيدان - حي السماري - حي السلمانية وغيره من المخططات الأخرى.

3- تنظيم بلدية الدلم بقيادته احتفالات الدلم عام 1396هـ بمناسبة شفاء الملك خالد رحمه الله من رحلاته العلاجية.

4- مساهمة بلدية الدلم بقيادته مع الدفاع المدني بالدلم في تخفيف آثار الأمطار والسيول التي داهمت الدلم في عام 1403هـ والتي كانت من أشد السيول التي داهمت مدينة الدلم ومساهمته الواضحة في خدمة المواطنين بمعدات وآليات البلدية ومساهمة في إنشاء الحدائق والمتنزهات وألعاب الأطفال في مدينة الدلم.

رابعاً: رئاسة مصلحة مياه الخرج.

كان آخر أعماله التي تولاها في الدولة هي إدارته لمصلحة المياه بمدينة الخرج (السيح) وقد بذل جهداً واضحاً لتوفير المياه لمدينة الخرج، حيث تم حفر الآبار على طريق الرياض - الخرج - لتوفير المياه وحفر الآبار في غرب الخرج لجلب المياه لمدينة الخرج.

خامساً: مؤلفاته:

ألف الأستاذ سعد بن عبدالرحمن الدريهم كتاباً عن الخرج عام 1413هـ وهو أحد الكتب المتميزة وأحد المراجع الرئيسية عن تاريخ محافظة الخرج وهذا الكتاب من إصدار الرئاسة العامة لرعاية الشباب.

هذه بعض الإنجازات والجهود والأعمال التي تولاها الأستاذ القدير سعد بن عبدالرحمن الدريهم - والتي من أثرها الواضح والملموس على أهالي مدينتي الدلم والخرج.

سائلاً الله في الختام أن يلبسه لباس الصحة والعافية إنه جواد كريم.

* الأخصائي بمكتب المستشار والمشرف على الشؤون الإسلامية في الخارج - وزارة التعليم العالي