أحببت أن أوجّه هذه الرسالة إلى الجميع وبالأخص الوالدين في كل بيت وكذلك المدارس وخطباء المساجد ومن يخصّه هذا الأمر حيث أن من يتابع وقائع الحياة اليومية التي نعيشها سيجد بأنّ لدينا في مجتمعنا الكثير من المشاكل التي طرأت والتي تحتاج إلى التمعّن بها ودراستها وإيجاد الحلول السريعة لها وأذكر على سبيل المثال منها:
أولاً: سهر الشباب حتى الصباح سواءً بالمنزل أو خارجه دون فائدة مع تضييع الوقت وتضييع الصلاة والاحتكاك مع رفقاء السوء وإزعاج الآخرين وهذا الأمر يعتبره الشباب بوابة الهروب من السجن وهذا يؤدّي إلى العديد من المشاكل الاجتماعية والأسرية، لذا يحتاج شبابنا إلى النصح من أولياء الأمور والمدرسة والجهات المختصّة لكي يشغلوا أوقاتهم بما هو مفيد ويحترموا الوقت لأنّه من ذهب ويقوموا بالصلوات في أوقاتها ،خصوصاً وأنّنا مقبلون على إجازة دراسية والله المستعان.
ثانياً: الكرم الزائد عن حدّه والإسراف والتبذير في العزائم والولائم وغيرها، الكرم الزائد عن حدّه يؤدّي إلى العوز والفاقة هو تبذير لذا سيتحوّل هذا الكرم الزائد عندئذ إلى صفة مذمومة هي التبذير والتقصير في إعطاء المحتاجين ما يسد حاجتهم مع التمكن من سد حاجتهم هو بخل وهي صفة سيّئة ووجب التنويه على ذلك ليعرف الجميع بأنّنا في مملكتنا الغالية في غاية الكرم ولكن يحتاج البعض منّا إلى ضبط الأمور قليلاً ليذهب كل شيء في مكانه الصحيح والله من وراء القصد.
ثالثاً: التحرّش الجنسي بالأطفال، أطفالنا في ربيع العمر ولا يفهمون أو يعرفون شيئاً بهذه الحياة وأعتقد بأنّ وقع كلمات (التحرّش الجنسي) ثقيلة على الآذان، وقد تسبّب الحرج لأولياء الأمور وهنا لا بدّ من التنويه على أنّ الأطفال الذين يتركون بخلوة مع المربية والخدم والسائقين والمراهقين بالمنزل قد يتعرّضون للتحرّش وقد يصاحب ذلك تهديد بالضرب أو العقاب أو القتل إذا أبيح لأحد والعياذ بالله أو الإغراء بالمال أو الهدايا أو الحلويات، وهنا دور أولياء الأمور بتفقّد أطفالهم بكل صغيرة وكبيرة ومحاولة سؤالهم عن هذا الأمر بشكل غير مباشر ودور هام للمدارس وخصوصاً في مراحل رياض الأطفال والابتدائية، ولنبتعد عن العيب والممنوع في سبيل فعل الشيء الصحيح للقضاء على هذا الأمر وأسأل الله التوفيق للجميع.
رابعاً: تعذيب الأطفال، والذي ممكن يكون من أي إنسان آخر من العائلة أو خارجها أو من الخدم (ويا كثره عندنا لغياب الرقابة على الخدم وغياب الوالدين) ويجب إنقاذ هؤلاء الأبرياء من واقعهم المرير.
خامساً: ضرب النساء، وهذا نقص بالرجولة، وأنا شخصياً أعتبره دناءة بالنفس لدى الرجل الذي يفعل ذلك، وهذا الأمر حسّاس جداً لدينا بمملكتنا الغالية، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابة الكريم: وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا. صدق الله العظيم. ونلاحظ أنّه لم تتم إباحة الضرب بشكل مطلق إنّما هناك تسلسل بمعنى إذا عصت المرأة زوجها فلا بدّ أن يقوم بالنصح والوعظ لها فإن لم يجد نفعاً من ذلك فليهجرها فإن لم يجد نفعاً من ذلك فيجوز له الضرب كما هو واضح ولكن الضرب هنا هو ضرب تأديب وليس ضرب تعذيب وإذا راجعنا أنفسنا جيّداً سنجد أنّ الكثير من مشاكل الأزواج والضرب تعود إلى ضعف الوازع الديني واستغلال قوامة الرجل على المرأة وأسأل الله الهداية لنا ولجميع المسلمين.
سادساً: تعذيب الخدم، حيث تقوم أغلب الخادمات بالهروب ويتسبّبن لأنفسهنّ بالعديد من الإصابات والتي تصل في بعض الأحيان إلى الموت، وهنا المسؤولية تكاد تكون مشتركة بين الطرفين لكي لا أميل لطرف على حساب الآخر، وأقصد أنّه يجب علينا معاملة الخدم معاملة جيّدة واحترامهنّ أدبياً وخلقياً وجسدياً وعدم الضغط عليهنّ ومنحهنّ الوقت الكافي للراحة إذ أنّ هؤلاء الخدم حضروا من بلادهم لكي يبحثوا عن لقمة العيش الكريمة وإطعام أطفالهم وتسديد الديون وغيره، ولكن لا تصل بنا معاملتهنّ لمرحلة الثقة العمياء إذ لا بدّ من المتابعة الدقيقة أيضاً بطرق غير مباشرة، ويا كثر مافيا الخادمات في مملكتنا الغالية وما نراه من مشاكل الخادمات بهروبهنّ الذي يكون إما للتعذيب أو لكسب المال بطريقة أو أخرى، المهم لا أودّ الإطالة لأنّه موضوع طويل ونوقش كثيراً وأسأل الله العفو والعافية.
سابعاً: حالات فردية فيها هروب للفتيات من أهلهنّ، لعلّ من أهم أسباب هذه الظاهرة هو التفكّك الأسري والفقر والتربية وأسباب أخلاقية وغيره وهذه فعلاً مشكلة ونحن بحاجة للتصدّي لها بأي شكل من الأشكال عن طريق الوسائل التربوية والإعلامية والدينية والجهات المختصّة بدراستها جيّداً لعدم تفشّيها لدينا.
ثامناً: خطف الأطفال الصغار، جريمة بشعة تحرّمها كافّة الأديان والقوانين وأغلب هذه الجرائم إن لم يكن جميعها تكون ضحية للحقد والكراهية والشذوذ والانحطاط الخلقي والانتقام والابتزاز أو الاتّجار بالبشر.
تاسعاً: عدم احترام أنظمة وقوانين مملكتنا الغالية من قبل بعض المقيمين وغير المسلمين لذا سأقول: عليهم أن يحترموا البلد الذي يقيمون عليه أولاً لأنّ هذا البلد إسلامي قبل كل شيء.. وثانياً عاداتنا وتقاليدنا لا تسمح بمثل هذه الأمور غير المقبولة، وهنا يكمن دور التوعية والنصح والتوضيح لهم بأنظمة مملكتنا الغالية ليكونوا على بيّنة من أمرهم.
عاشراً: الحكم على الناس بمظاهرهم، قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: (لا يمكن أن نقيِّم الناس على أساس دينهم لأننا لا نعلم ذلك بل نقيِّم الناس بحسب ما يقدمونه لمجتمعهم وأمتهم فكلما زاد ما يقدمونه من علم أو عمل زادت قيمتهم، وكلما نقص نقصت قيمتهم وأي اعتبار غير ذلك فهو تخرُّص وظنون لا يبنى عليها شيء فخير الناس أنفعهم للناس، إذاً فإطلاق أوصاف تدل على مستوى ديانة الإنسان كقولنا: فلان متدين أو ملتزم أو العكس غير صحيح، لأنه لا يمكننا بحال من الأحوال معرفة ذلك، ولكن الواقع خلاف ذلك فنحن نقيِّم وننزلهم منازل خاصة تقديرا لما نظنه من ديانتهم، ولذا تأمل قوله سبحانه وتعالى: (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) فالتقوى هي المعيار ولكن عند من؟ عند الله لا عندنا بني البشر فنحن لا نعلم ما في القلوب إنّما الذي يعلم ذلك هو علام الغيوب.
أحد عشر: الواسطة، ويا كثرها، والتي تحرم مستحقها أن ينالها وتذهب لغيره بطريقة غير مقبولة سواءً بالفزعة أو المعرفة أو الرشوة وغيره.
اثنا عشر: قيادة الأطفال للسيارات، وذلك دون علم وليّ الأمر والذي يوقع هؤلاء الأطفال في العديد من المشاكل والحوادث والمساءلات القانونية والتي تكاد تكون حقوقية وفيها ديّة وسجن وخلاف ذلك، لذا أنصح ولي الأمر بمتابعة الأطفال جيّداً.
ثلاثة عشر: الحبوب المنبّهة، يأخذها شبابنا على أنّها تساعدهم وهي مدمّرة لهم وتجرّهم إلى ما هو أعظم، لذا علينا متابعة طلابنا خصوصاً أيّام الاختبارات.
أربعة عشر: منح الطفل الصغير القيام بالحصول على حقه بيديه دون الرجوع للكبار، وهذا يؤدّي إلى حصول العديد من المشاكل وأكثرها السرقة والتعديات على الغير وعلى أملاكهم وهذا يحدث كثيراً بالأسواق وأمام المدارس، وأكرّر هنا يكمن دور أولياء الأمور (الوالدين) والمدرسة.
خمسة عشر: خطر العمالة السائبة التي نراها في الشوارع وعلى الأرصفة والتي يحضرها المواطن ثم لا يعلم عنهم أيّ شيء، وما لذلك من الخطر الكبير جداً، فعلى كل مواطن غيور على بلده النظر للمصلحة العامة دون النظر للمصلحة الشخصية.
ستة عشر: يتساهل كثير من أولياء الأمور (الآباء والأمهات) في عدم التفريق بين الأولاد والبنات بعد سن السابعة في النوم، وهذا يشكل خطرا كبيرا على تربية الأطفال وتنشئتهم النشأة السليمة ويجب التنبّه له وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِى الْمَضَاجِعِ» أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الألباني.
سبعة عشر: يتجاهل كثير من السائقين والمواطنين والمقيمين اللوحات للمواقف المخصصة للمعاقين، ويقف بعضهم بسيارته دون أي اعتبار لأي توجيهات ويتجرّد من المسؤولية الاجتماعية تجاه هذه الفئة الغالية.
ثمانية عشر: الكتابة على الجدران دون مراعاة لحقوق الآخرين وممتلكاتهم الخاصة، وهذه ظاهرة تمثّل منحدرا سلوكيا سيّئا في بعض المواقف وتعود لأسباب عديدة منها العامل النفسي ولفت النظر وتشويه سمعة وممتلكات الآخرين الخاصة والعامة والحقد، ومن الممكن أن تكون كيدية أو دعاية لمكان أو شخص معيّن، وهنا أيضاً دور أولياء الأمور والمدارس والجهات المختصة لتقديم النصح والتوعية للقضاء على هذه الظاهرة.
طرحت هذه الأمور وأعتقد بأنّها غيض من فيض، وسبب طرحها هو لفت نظر أولياء الأمور (الوالدين) والمدرسة والجهات المختصّة لمثل هذه المشاكل الدخيلة على مجتمعنا والتي تحتاج للحلول وأتمنى من الله العلي القدير ألا تحصل لأي مسلم ومسلمة، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد وعلى أصحابه وسلّم أجمعين، والله من وراء القصد.