تأسفت كثيرا على خسارة ممثلي كرة الوطن في بطولة آسيا للأندية الأبطال الهلال والشباب. وأكثر ما أحزنني حالت الإحباط التي انتابت سمو رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد والتي على إثرها قرر سموه التنحي والاستقالة.
فسموه ومنذ أن ترأس الهلال وهو يعمل بجد غير معهود في إدارات أنديتنا، وبإخلاص غير مسبوق، وبمتابعة دقيقة لشؤون ناديه تثير الدهشة. وأنفق بسخاء لا نظير له. ووفر لفريقه كل أسباب النجاح والتفوق باستقطابه أفضل اللاعبين المحليين والأجانب وتعاقده مع جهاز فني على مستوى عالٍ، وهيأ كل الظروف الفنية والنفسية والمادية للفريق بشكل لم يتحقق للهلال - على مدى تاريخه- أو لأي فريق آخر.
ولكن للأسف سقف الأهداف الذي وضعه سموه له كرئيس ولفريقه ولجماهير ناديه لم يبلغه الفريق. فقد طرأت ظروف أحبطت المساعي الزرقاء ومن أبرزها ما فعله المدرب جيريتس بتعاقده مع اتحاد الكرة المغربي من خلف الهلاليين وفي منتصف عقده معهم، مما أثر جعله كمدرب يعيش حالة تشتت أثرت على الفريق إضافة إلى تسريبه لمساعديه حيث تخلوا عن الهلال واتجهوا للعمل في المنتخب المغربي، مما جعله يعمل في الهلال بنصف جهاز فني. وهذا الفعل أثر سلبيا على اللاعبين الذين اهتزت ثقتهم في مدربهم وأصبحوا يتوقعون رحيله بين يوم وآخر. إضافة إلى ذلك تعرض قناص الفريق وهدافه الكبير ياسر القحطاني لإصابات متعددة جراء ما كان يلقاه من خشونة وعنف متعمد مما أثر على نتائج الهلال ومعدل التسجيل، وزاد الطين بلة انخفاض مستوى السويدي ويلهامسون مما جعل الألعاب الهجومية الهلالية تصاب في مقتل. حيث عجز الفريق عن تسجيل أي هدف في مباراتي نصف النهائي الآسيوي مما جعله يخرج من البطولة مأسوفا عليه.
ومن خلال تلك المعطيات يحق لسمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد أن يعبر عن غضبه واحتجاجه بالاستقالة.
ولكن ... هل الاستقالة هي الحل في هذه المرحلة .؟!!
أنا أعتقد أن سموه بالاستقالة يظلم نفسه أولاً .. ثم الهلال ثانيا .. ثم جماهير الزعيم .. ثم الرياضة السعودية.
فالبناء الذي أسسه سموه وأقامه على قواعد متينة وصنع من خلاله فريقا كرويا مختلفا من الظلم أن يتخلى عنه، ويتركه ويمضي.
فإذا كان الفريق قد فشل في تحقيق الهدف الكبير هذا العام فهو مؤهل لتحقيقه العام القادم. وسمو الأمير عبدالرحمن مساعد يُعلم الآخرين ولا يتعلم منهم الصمود في المواقف الصعبة، وقهر اليأس، وتجاوز الإحباط. كما أن الخسارة الآسيوية لا تعني أن انهيارا قد حدث، ولا تعني أن الاستمرار يفرض العودة لنقطة الصفر في بناء الفريق وإعداده.
فالفريق الهلال الحالي هو من أقوى الفرق الآسيوية وحتى وإن خرج من البطولة. وهو فريق مكتمل ولا يحتاج سوى لجهاز فني على مستوى كبير واستبدال بعض العناصر الأجنبية بأخرى أكثر فعالية وفائدة للفريق وحتما بتكلفة مادية أقل. بالإضافة إلى قليل من الحظ والتوفيق.
ومن هنا أرى أن العمل المستقبلي الهلالي سيكون أقل تكلفة وأقل جهدا وأكثر مردودا.
وأجزم أن خسارة الهلال لسمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد هي أكبر وأفدح من خسارته للبطولة الآسيوية، ولكل البطولات.
ومن الوفاء لسمو له أن يهب الهلاليون ويقفوا وقفة رجل واحد ويسعون بكل الأساليب والطرق لثنيه عن الاستقالة، فالمرحلة الهلالية الحالية والمستقبل الأزرق المنظور لا يحتمل وجود رجل آخر غير شبيه الريح.