تتركّز المعاناة التي يعيشها فقراء مناطق الأطراف الشمالية والجنوبية في انعدام مصادر الدخل بسبب البطالة، وتزداد معاناتهم مع غياب الكثير من الخدمات الأساسية مثل الطرق الممهدة والإنارة والمدارس والمراكز الصحية وغيرها؛ إضافة إلى الطبيعة الجغرافية الصعبة وتعدد القرى وعدم وجود طرق تربط بينها وبين المنطقة، وانعدام المشاريع التي يمكن أن تستوعب العديد من الأيدي العاملة، وعدم امتداد مظلة الضمان الاجتماعي إلى جميع المستحقين، وقلة تبرعات أهل الخير للجمعيات الخيرية.
وقد ساهمت عوامل متباينة في انتشار الفقر المدقع بين شرائح من السكان، لدرجة أن أغلبهم يعتمدون في حياتهم على مساعدات الآخرين أو الضمان الاجتماعي، وهي لا تكفي لسد الاحتياجات الأساسية لهم، فكيف لأسرة مكونة من 14 فرداً يعانون جميعاً من المرض والعجز والبطالة أن تعيش بمساعدات هزيلة؟! وكيف تكون حياة أسرة من 40 فرداً يعيشون في منزل متهالك؟!.
إن على القطاعات الأهلية والخيرية والإعلامية أن تضع يدها بيد القطاعات الحكومية للوصول إلى أقصى القرى القصيّة المهمّشة، بهدف إنقاذ ساكنيها مما هم فيه. وما وصول بعض المشاريع إلى «الخرخير» إلا دليل حيوي على أن ما يكشفه الإعلام والمنتديات من قصور أو من انعدام الحياة في المناطق النائية، سيجد بحول الله أذناً صاغية، إنْ اليوم أو غداً أو بعد غدٍ. وإن لم يجد، فلنواصل الكتابة، حتى يجد.