من الوطنية باعتقادي أن ينخرط شباب المملكة في الأعمال والحرف والمهن المختلفة في بلادهم إلى جانب الوظائف الأخرى التي لا يشغلها إلا حاملي الشهادات الجامعية ليصبحوا بذلك جزءاً من نسيج بنية هذه البلاد، إيماناً بقيمة العمل وبدافع الانتماء وتلبية للأمر الإلهي الذي يحث على العمل والكسب، وتنفيذاً لوصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بأن يحتطب أحدهم خيراً من أن يسأل هذا وذاك أعطاه أو منعه.
سائق الأجرة الذي أقلني من الفندق حيث مكان تصوير إحدى حلقات برنامجي إلى منزلي وما دار بيني وبينه من نقاش دفعني لكتابة هذا المقال الذي وعدته به تقديراً لعمله وما وصل لي من صورة جميلة مشرقة مثّلها هذا الشاب، والتي لا بد أن تكون سمة بارزة من سمات الشباب في المملكة، وقد أثبت الكثير منهم جدارتهم وشغلهم لأدوار عدة في مجتمعهم.
تحدث الرجل عن الصعوبات التي يواجهها ورفض السيدات أحياناً استئجار سيارة سائق سعودي وهذه المعوقات لا بد منها فبداية كل طريق صعب ومن جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل.
إن ثقافة العمل المهني في المملكة وثقافة الانخراط فيه وصل لدرجة مرضية فاق ما طبق منه في دول الخليج الأخرى، حيث كانت الثقافة السائدة تحول ما بين الشاب وأعمال كثيرة يمنعه منها نظرة المجتمع لهذه المهن.
ما يبهج كثيراً أن تكون في شركة عالمية مثل إيكيا لتجد أغلب موظفيها من البائعين والنجارين والمحاسبين ورجال الأمن بكفاءات عالية وبمستوى يثلج الصدر.
الطريق تبدأ بخطوة وبدأت هنا بخطوات.. والله ولي التوفيق..
عودة إلى الباحة
يعود ملتقى الباحة الأدبي في عامه الرابع الذي يركز على الرواية ونعود لأحضان الباحة.. الباحة الملهمة بجوها اللطيف وطبيعتها الساحرة.
(تمثيلات الآخر في الرواية العربية) محور الملتقى الذي حضر فيه الكثير من النقاد والأكاديميين من المملكة وعالمنا العربي كما حضر فيه الروائيون الذين لم يحضروا ليشغلوا الكراسي بل شغلوا أوراق العمل المقدمة من الحاضرين كبهاء الطاهر وأمين معلوف الذي نجحت د. حصة الدوسري في اختيار هذا الروائي محوراً لورقتها التي أثارت الكثير من النقاشات واهتمام الحضور.
المشهد الثقافي في المملكة هو مشهد ثري غني بما يقدم وبمن يشارك وبمن يتابع وكذلك بالإعلام الذي صار نافذة له يلج به إلى المشاهد في كل مكان في العالم.
وأخيراً..
كلما فقد النهر ذاكرته
سأرمي له بقلبي فيهتدي إليك