|
الجزيرة - وهيب الوهيبي :
يروي الدكتور يوسف بن عثمان الحزيم في كتابه الصادر حديثا (عاشت بعد أن ماتت) تجربة رائدة في الاقتصاد الاجتماعي السعودي تناول فيها تجربة مؤسسة الأميرة العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي الخيرية في الاستثمار بعد أن نجاحها في تحويل أربعمائة مليون من أموال الوصية (الوقف) إلى ألف وأربعمائة مليون ريال في غضون عشر سنوات.
وكشف الدكتور الحزيم أن عوائد العنود للاستثمار والمقدرة حالياً بستين مليون ريال تضخ سنويا للعنود الخيرية وهي مرشحة للزيادة في غضون السنوات الثلاث القادمة إلى مائة مليون ريال سنويا لافتا إلى أن الضخ السنوي للعنود الخيرية استطاع أن يحول العديد من المشروعات المدعومة والممولة من المؤسسة من المناطق الرعوية إلى التنمية المجتمعية من خلال التدريب والتأهيل والتعليم وإيجاد فرص العمل وتشجيع المبادرات الفردية للمواطنين السعوديين.
الكتاب الذي جاء في (111) صفحة من القطع المتوسط استهل فيه المؤلف باثنتي عشرة قصة إنسانية وقفت المؤسسة على معاناتها وتكفلت بإنهائها مؤكداً أنها من ثمار مجلس الأمناء وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز -رئيس مجلس الأمناء- ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز وبقية أصحاب السمو الملكي الأمراء والأعضاء وجهود صاحبة السمو الملكي الأميرة لطيفة بنت فهد بن عبدالعزيز -رئيسة المجلس النسائي-.
واستعرض المؤلف جانباً من الوقف وأحكامه وأهميته على الفرد والمجتمع بالإضافة إلى أقسامه وأركانه كما استعرض بشيء من التفصيل في الحديث عن الاستثمار ومقوماته وأدواته ومعايير الاستثمار العقاري.
وأفرد الدكتور الحزيم مساحة واسعة في الحديث عن مؤسسة العنود للاستثمار من جانب تطبيقي وفق رؤية واضحة التزمت فيها المؤسسة بوصية الأميرة العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي والالتزام بأحكام الوقف بالفقه الإسلامي والنظام الأساس للمؤسسة مع التفهم العميق لتوجهات السوق السعودي العقاري لتحقيق أهداف ورسالة العنود للاستثمار والمتمثلة في إدارة وصيانة الأصول الثابتة للمؤسسة وللغير وتسويق وبيع منتجات وخدمات المؤسسة الأميرة العنود ومنتجات وخدمات الغير وتصنيف الاستثمارات العقارية ودراسة البدائل. وأبرز المؤلف منتجات العنود للاستثمار وذكر منها الأبراج المكتبية والمتمثلة في برج الأميرة العنود (1) وهو أحد الاستثمارات العقارية للمؤسسة في منطقة العليا على طريق الملك فهد بالعاصمة الرياض والذي تقوم بإدارته مؤسسة العنود للاستثمار بالإضافة إلى برج الأميرة العنود (2) وهو عبارة عن مبنى مكون من (25) دورا بارتفاع مائة وواحد وعشرين متراً على طريق الملك فهد بالعاصمة الرياض بجوار برج الأميرة العنود (1) والأسواق التجارية وهو عبارة عن مشاركة في مجمع العثيم التجاري بحي الربوة شرق مدينة الرياض بالإضافة إلى الأراضي السكنية التي قامت بتطوير بعض منها وأبرزها ضاحية شمال الرياض والمحلات التجارية في حي العليا وفندق العنود نوفتيل والمشاركة في صناديق الاستثمار في عدد من المصارف.
واختتم المؤلف كتابه بالإشارة إلى تعريف المؤسسة الاجتماعية وأهداف الاقتصاد الاجتماعي في دعم النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل وتنمية المهارات مستشهداً ببنك الفقراء وتجربة العنود.
أخيراً.. اعتبر الدكتور الحزيم أن العنود قصة ليست عظيمة في ذاتها فحسب بل قصة يمكن استنساخها إذ إن كثيراً من المؤثرين عرفوها عن قرب ولذا يسهل عليهم تفكيك استثنائيتها من أولئك الراغبين أن يعيشوا بعد أن يموتوا.