فاصلة:

(يبقى لدى كل شخص قوة كافية للقيام بما هو مقتنع به)

حكمة عالمية

في ثقافتنا تعلمّنا أن نفكّر كثيرا قبل أن نسأل ونستفسر عما لا نعرفه، رغم أننا كأطفال نولد وكأن معنا أسئلتنا واستفساراتنا لأننا نريد أن نعرف كل شيء، وفي المدارس علمونا أن الطفل كثير الأسئلة هو مشاغب يستحق العقاب أو في أقل الأحوال تجاهل أسئلته. في الغربة إن لم تتخلص من خوفك من السؤال وخشيتك من انطباع الآخر عنك وخاصة أساتذتك في الجامعة -الذين هم موجودون ليجيبوا على أسئلتك - فإنك لن تتعلم شيئا. أعتقد ولا أجزم أن البريطانيين شحيحون في إعطاء المعلومات؛ أتحدث عن الأساتذة في الجامعات وهم يحسبون أن لدينا الكثير من المعرفة إن لم نسأل خاصة ومعظمنا يحب أن يبدو أن لديه قدر من المعرفة حتى يحترمه أساتذته، بينما الصحيح أن يعترف الطالب بأنه لا يعلم وأنه أتى إلى هذه البلاد ليتعلم أكثر مما يعلّم الآخرين، لذلك فمن أهم المهارات التي يجب أن نمارسها في مرحلة التعليم والتعلّم في الغربة ألا نتوقف عن الأسئلة سواء لأساتذتنا في الجامعة أو لزملائنا في الدراسة. أيضا محركات البحث عبر شبكة الإنترنت هي خير معين في إعطائنا إجابات لتساؤلاتنا لكن بحذر فليست كل المواقع الإلكترونية تدلي بمعلومات صحيحة. كما أن مرحلة دراسة اللغة تختلف عن مرحلة دراسة الماجستير أو الدكتوراه حيث لا بد من التركيز في التعلّم وطرد كافة المؤثرات التي يمكن أن تشتت التفكير كالقلق والتوتر وكافة الأفكار التي يمكن أن تشغل تفكيرنا بما لا يفيدنا. هدف واحد يجب أن يحتل الأولوية في خطة هذه الرحلة كيف أحقق الهدف الذي من أجله تركت بلدي وعشت غريبا في بلاد لا تعرفني ولا أعرفها.والمحظوظ في هذه الرحلة من كان لديه رفيق درب أو أسرة تسانده لتحقيق هدفه. إنما إن كان وحيدا فهذا لا يعني أنه ليس محظوظا بل ربما العكس. لكل وضع جانبان سلبي وإيجابي والمهارة في التركيز على الإيجابيات واستثمارها لصالح تحقيق الهدف.

الغربة فرصة لكي نتعلم كيف نولد من جديد.