|
الجزيرة - سعود الشيباني
يواصل الدكتور عبد العزيز الحميدي في حلقة جديدة من برنامج «همومنا» توضيح الإشكالات الفقهية التي خاض فيها بعض الجهال وقليلو التبصر من رموز التطرف والغلو خاصة في مسائل عظيمة تمس حياة الناس مثل مفاهيم التكفير ونقض البيعة الشرعية. وفي الحلقة الجديدة التي ستبث بعد صلاة الجمعة (يوم غد) بعنوان «الجرأة على الله» يفند الدكتور الحميدي رسالة أحد المتطرفين المكنى بأبي قتادة التي وضعها باسم الطائفة المنصورة مبيناً أنها مدخل لفتنة عظيمة في مسائل التكفير من يقرأ هذه الرسالة من الغافلين والشباب المساكين ربما يغتر بها فيرتكب حماقات عظيمة وبدعا كبيرة.
ويوضح الدكتور الحميدي أن واضع الرسالة وقع في مشكلة علمية خطيرة فالصورة التي يتكلم عنها هو لا وجود لها لا في الواقع قديماً ولا في الواقع حديثاً، ولذلك لا وجود لنص من علماء الإسلام فيها، لأنها لا وجود لها وهو تصور أن جميع أئمة المسلمين وحكامهم مرتدون وليس هذا فقط كل من تابعهم أو انضم إليهم أو بايعهم أو سكت حتى عنهم مرتدون، بل يرى بأن شعائر الكفر قامت وبهذا صارت كل ديار الإسلام ديار كفر مبينا أن هذه الصورة ما وقعت ولن تقع أصلا أن تصبح كل ديار المسلمين ديار كفر، وديار الكفر الأصلي باقية على أصل الكفر.
ويكشف الشيخ الحميدي كيف ينقل أبو قتادة النصوص والاستدلالات بطريقة مبرمجة ليوظفها للقضية الخيالية التي لا وجود لها إلا في ذهنه ويركبها على ما سماه المرتدين وهم كل المسلمين سواء هو أو من يقبل بكلامه وهذا - بحسب الحميدي- من أغرب ما يمكن في التصور وأفسد ما يمكن في الاستدلال وأخطر ما يمكن في النتائج، ويتساءل الحميدي كيف سوغ أبو قتادة لنفسه أن يقول لا يوجد دار إسلام أصلاً وهو قاطن في لندن بين ظهراني غير المسلمين ويقول كل الحكام المسلمين ملغيا دار الإسلام.
ويوجه الدكتور في هذه الحلقة كلمة للشباب موضحا أن المسلم لا يزال في فسحة من دينه بحكم أن مال المسلم ودمه حرام فماذا يستفيد الشاب المسلم من اعتناق فكر فاسد يدفعه لقتل أو التسبب في قتل نفس بريئة بناء على خيالات بنيت على أهواء وأحاديث ضعيفة أو فهم معوج وتأويل فاسد.
وقد لقيت مراجعات الحميدي صدى كبيراً جراء نقضه للكثير من المفاهيم التي أسس عليها رموز متطرفة مثل عصام البرقاوي وأبي قتادة الفلسطيني مفاهيمهم المغلوطة وتضليلهم للكثير من الشباب دون علم وبصيرة، وقد وعد الدكتور الحميدي طلابه ومتابعيه بمتابعة مشروعه التصحيحي وإبراء الذمة خاصة وأنه أستاذ متمرس في العقيدة ورأس قسم العقيدة بجامعة أم القرى وله مؤلفاته ودروسه المعتبرة عند طلاب العلم.