توالى كشف فضائح جنود الاحتلال الذين يرتكبون جرائم حرب لا إنسانية ضد المواطنين الذين تعرضت بلدانهم للاحتلال؛ فانتُهكت إنسانيتهم وكرامتهم. ولأن الإنسان جُبِل على مواجهة الظلم والقهر فقد قام هؤلاء المحتلون والغزاة بخوض مواجهات ضد المدنيين اندحر في الكثير منها المحتلون الذين لا يجدون سوى القوة لمواجهة عجزهم وتخاذلهم والانتقام من جثث يمثلون بأجسادها بعد أن تغادرها الحياة، ويتسع انتقام الغزاة إلى المدنيين العزل الذين يتعرضون للقتل المتعمد مع سبق الإصرار.
قصص ووقائع مأساوية مؤلمة ارتكبها جنود الاحتلال سواء في العراق أو في أفغانستان، كثير منها يعرفها العراقيون والأفغان، وبعضها مخفي، إلا أنه مفجع، وهو ما كشفت عنه الوثائق التي بدأت تتسرب، وآخرها وثائق ويكيليكس التي أظهرت أن جنود الاحتلال عاثوا فساداً وارتكبوا أبشع الجرائم بحق المواطنين العراقيين والأفغان الذين كانوا هدفاً لجرائم جيوش الاحتلال سواء كانت تابعة للحلف الأطلسي إلى جيوش أمريكا وبريطانيا وفرنسا.
هذه الجرائم والفظائع التي ارتكبها جنود الاحتلال التي يتحدث عنها مواطنو البلدان المختلفة وما كشفت عنه الوثائق يفترض ألا تحصر التحقيقات فيها ومحاكمة المتورطين في ارتكابها على دولة واحدة بذاتها حتى لا تعطي هذه الدول جنودها ميزات تجنبهم الوقوف أمام المحاكم لدفع ثمن ما اقترفوه من آثام.
ولقد أكدت الوقائع والأحداث، ورغم حرص الأمريكيين على منح جنودهم حصانات عن كل ما يرتكبونه في أوقات الحرب، أن ما جرى من محاكمات للجنود الأمريكيين كشف أنه كان من الأفضل أن يظل الجنود الذين يرتكبون جرائم وآثاماً كبيرة دون أن يقدموا للمحاكمة ويحصلوا على أحكام لا تتوازى مع حجم ما أقدموا عليه من جرائم؛ فالحكم على مجموعة من الجنود الذين اقتحموا منزلاً لأسرة عراقية في مدينة حديثة وأبادوا أهلها جميعاً وهم من المدنيين كان مجرد تخفيف رتبهم..!!
عندما تتساوى الرتب الصغيرة مع إزهاق الأرواح يصبح الإنسان بلا قيمة، وأرواح البشر لا يُهتم بها، وهو تأكيد على أن الإنسان لا قيمة له في وقت الحرب.
JAZPING: 9999