لقد ابتُليت الساحة الشعبية، كما غيرها من الساحات، بمرض أعداء النجاح، وقد استشرى للأسف الشديد هذا القاتل المعلَن، فما أن ينجح أحد في هذه الساحة حتى تقوم قائمة الآخرين ويشحذون أسلحتهم ويرمونه بالفشل، ويصفون نجاحه بالمؤامرة، فقد أصبحت حياتنا وتطلُّعاتنا مبنيّة على المؤامرة، ومن ذلك ما حصل مؤخراً من مناوشات إعلامية وشكاوى على نتائج إحدى المسابقات، وهذه لن تكون الأولى ولن تكون الأخيرة، فكلّما حدث حادث ونجح ناجح، اعترض الكل على هذه النتيجة، وكأني بالجميع أصبح يعترض فقط لمجرّد الاعتراض، أو يعترض ليجلب هذا النجاح لنفسه أو لمن يخصه، فإنْ لم تكن الجائزة أو النجاح من نصيبي، فهذا يعني أنّ هناك مؤامرة كبيرة لأخذها ممن يستحقها، وطبعاً لا يستحقها غيري أو من يخصني، فالقبيلة لا ترضى أن يكون صاحب الجائزة الأول إلاّ منها وشاعر البطولات منها، والمبدع منها، وما عداها لا يستحق، وإنْ حاز على شرف ما أو جائزة أو حصد جائزة شعرية فإنه أخذ ذلك بمؤامرة.. إنّ ذلك يُضحِك ويُبكي بنفس الوقت، وإنه شيء مخجل أن نصل إلى هذا المستنقع الكريه، ونصل إلى هذا التفكير الضّحل الذي لا بد أن نخرج منه، فالشعوب تتطوّر على الأصعدة كافة، ونحن مكانك راوح بل نغوص بوحل الفشل والمؤامرة، وهذا يكاد ينسحب علينا جميعاً إلاّ ما رحم ربي، وأصبحنا لا نرى أبعد من أقدامنا ونقول بالفم المليان يجب أن نسيطر كسعوديين على كلِّ شيء دون أن نعمل لذلك!!
JAZPING: 761