|
كتب : المحرر الفني
لم يكن أكثر الناس تشاؤماً هنا يتوقع خروج الدراما والإعلام السعودي خالي الوفاض في حفل مهرجان الإعلام بالأردن، والذي أعلنت نتائج الفائزين فيه بالحفل الختامي مساء الاثنين الثامن عشر من هذا الشهر الذي شارف على الأفول.
المعلومات التي وصلتنا منذ وقت مبكر تقول إن هذا المهرجان أقيم بمباركة ودعم سعودي كان محركه الأساسي المسؤولون في وزارة الثقافة والإعلام وحرص شديد من جمعية المنتجين السعوديين الذين وجهوا الدعوة لنا لحضور فعاليات المهرجان وبقيادة وإشراف مباشر من الزميل محمد الغامدي رئيس الجمعية.
افتتح المهرجان وكرم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة وتسلَّم الجائزة رئيس وفد السعودية إلى المهرجان المهندس صالح المغيليث ويعني حضوره المهرجان دعماً رسمياً (مباشراً) خاصة وهو يشغل منصب وكيل وزارة.
والسعودية لديها شركات إنتاج تضخ ملايين الدولارات في إنتاج الدراما والبرامج بمختلف تخصصاتها تلفزيونياً وإذاعياً، ورغم ذلك كان التتويج في ليلة الختام (مخجلاً) ولم يكن في مستوى المأمول، ولم يتوقعه أكثر الناس تشاؤماً مثلما قلنا في مقدمة التقرير.
من لا يعرف جوائز الترضية فإنها جائزة لا يمكن أن تسجل في خانة الجوائز الرسمية وهي فقط لجبر الخواطر ولا مانع إن قلنا بأنها ل(الطبطبة)، فيما نال أشقاؤنا في شرق البحر وغربه جوائز ب(الجملة) ونحن كعادتنا سجلنا حضوراً (شرفياً) لم يقدم للمهرجان شيئاً، وزادنا (تأخيراً) وملأنا فقط (الطاولات)، ولمعلوماتكم فقط، فقد فازت السعودية بذهبية وبرونزية لأغاني الأطفال، والبقية سميت جوائز خاصة وترضية لا نلوم المهرجان، لأننا اعتدنا أن نحضر ثم نغادر دونما (تأثير)، حتى وإن لمناهم فلهم رؤيتهم التي لن تتغير ولا نعرف لها سبباً، ولا ندخل في (النوايا).
نحن لا نعلم إن كانت الترشيحات قد وصلت لكافة المنتجين السعوديين لتقديم أعمالهم أم أنها خضعت للتقنين، ولا نعرف إن كان المنتجون تقاعسوا عن التجاوب مع استثمارات الترشيح فشاركنا بالقليل، واتهمنا الآخرين (كالعادة) بمحاربتنا.
لا نعلم أيضاً إذا كان للوزارة أو جمعية المنتجين السعوديين تدبير (مستقبلي) لمثل هذه الورطة التي تتكرر مع كل مهرجان، وأقصد هنا أن تصل إلى (الإلزامية) حتى لا نمارس عادتنا مع نهاية كل مهرجان بالنواح على لبن لم نملكه حتى نسكبه.
نعود للمربع الأول وهو أن المهرجان السابق كان بمباركة سعودية ودعم من أعلى المستويات خاصة وأنه يدور في الكواليس أن المهرجان كانت فكرته أن يقام في الرياض لكن آراءً قالت بأن تقام دورته الأولى في عمَّان ثم الرياض، وربما لو أقيم أولاً في الرياض لكانت مشاركتنا (طاغية).
ربما مازالت في الأذهان الصورة النمطية عند السعوديين عن هكذا مهرجانات بأن المشاركة مثلها مثل العدم، وأن جائزة ترضية أو اثنتين ستذهب للسعوديين بينما الذهب والفضة سيذهب للأشقاء، ففضلوا عدم المشاركة، وإن كان هناك همس بأن مسلسلات سعودية كادت (تخطف) الذهبية ما لبثت أن (انحرفت) لآخرين بقدرة قادر، ونكرر أننا لا ندخل في نوايا الآخرين لكننا نقرأ الواقع بكواليسه.
تعالوا نفكر قليلاً بصوت تسمعونه، ودعونا نطالب بإقامة مهرجان للإعلام والدراما في أرض سعودية طالما نمتلك اليوم كل الأدوات، ثم بعدها نتحدث عن خوضنا تجربة (الاستضافة) ونحن الناجحون فيها على كافة المستويات، وتعالوا بدل أن (نلعن الظلام) نُشعل مهرجاناً في رياضنا أو جدة أو أي مكان، ودعونا اليوم بدل أن نرمي تهمنا على الآخرين باستضافتهم ونحن الذين ما تركنا مهرجاناً (لهم) إلا وقفزنا له كأول الواصلين والجالسين في مقدمة الحضور والأكثر (اختفاءً).
ما الذي ينقصنا عن مهرجان البحرين والقاهرة ودمشق ودبي وعمان ونحوها. وحاسبوا اليوم الذين تسببوا في كل مرة بخروجنا دون (انتصار) حتى استقرأنا المستقبل وعلقنا في حلقة مفرغة منذ عدة سنوات وحتى الأسبوع قبل الماضي.