لو استشارني الأمير عبدالرحمن بن مساعد في الاستمرار في قرار استقالته (من رئاسة نادي الهلال) من عدمها لأجبته قبل أن ينهي سؤاله بأن يستمر في قراره وألا يتراجع عنه خطوة واحدة حتى لو اصطف جمهور الهلال ومحبوه واعتصموا أمام النادي معترضين.
ليس لتأييدي استقالته من النادي علاقة بكرة القدم فمعرفتي بها لا تتجاوز قراءة سريعة للأحداث الرياضية دون متابعتها رغم أنني أهلاوي سابق حين كان الأهلي.. أهلي، لكنني هنا أفتقد عبدالرحمن بن مساعد (الشاعر) الذي طالما أحببت قصائده وهو الشاعر الذي أعلن تمرده على سياق الشعر وروتينه واستقر في قلوب الجماهير فترة من الزمن أخشى أن يكون اهتمامه بالرياضة قد قلّصها.
عبدالرحمن بن مساعد من أوائل الذين كتبوا شعراً التصق بهموم الشارع السعودي، ولامس جراحه، وسرح ومرح فيها، ولم يستطع أحد أن يأتي بمثل ما قال، حتى غدت بعض من أبياته أمثلة تساق في حديثنا اليومي، ولا أنكر أن له أغاني غناها فنانون كبار وولدت كي لا تموت بل نشتاق لسماعها كلما احتجناها.
عبدالرحمن بن مساعد لا يجب أن تأخذ منه الرياضة كل هذا الشحن الذي أراه في انفعالات وتصرفات المحبين لها من الجمهور فما بالكم بواحد كلما ضاعت كرة أو تقاعس لاعب توجهت الملامة نحوه، خصوصاً في نادٍ كبير مثل الهلال.
قلت إن علاقتي بالرياضة تكاد تكون (معدومة) لكنني كنت أرغب في استقالة عبدالرحمن بن مساعد ليعطي الشعر حقّه، وربما هو يعرف جيداً أنه ظلمه في حضرة الرياضة التي أشفق عليه منها، وأعني هنا بدنياً ونفسياً وهموم قد تلاحقه في الأحلام.
يقول الجميع إن عبدالرحمن بن مساعد أجاد في إدارة النادي، والجميع في الهلال يحبونه سواء داخله أو خارجه، حتى المنافسين له يعترفون بأدبه وأخلاقه العالية معهم، لكنني ما زلت أنادي بعودته لساحتنا فنحن أولى به من الرياضة التي أخذت منه ما أخذت.
قبل نحو عام كاد أن يحيي الأمير عبدالرحمن بن مساعد أمسية شعرية ولا أعلم ظروف إلغائها رغم أن الجميع قال إنها (تأجلت) وأعلم وتعلمون جيداً أن الأمسية ستملأ السمع والبصر لو أقيمت، فله جمهور هنا لا يقل أبداً عن الجمهور الذي يسانده مع الهلال.
تبقى مجرد أمانٍ سقتها لكم، وقلت رأيي وارتحت، وتمنيت لكن الرياح كانت عكس المكان الذي أقف فيه الآن، وعلى يقين بأنه سيعود لنا في المكان الذي يرتاح فيه، وساعتها لن يجد من (يرفع ضغطه).