تتشعب الإفرازات السلبية للمحاكمة الدولية الخاصة لقتلة رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق، فبعد الكشف عن قرب صدور قرار ظني من المحكمة الخاصة والذي قد يتهم عناصر من حزب الله بتنفيذ أو المشاركة في تنفيذ جريمة الاغتيال، والإفرازات السلبية تتوالى بحيث رفعت درجة القلق والتوتر في لبنان وهدد السلم الأهلي الهش ما دفع المملكة العربية السعودية وسورية إلى التحرك سريعاً لاحتواء انفلات بعض الأطراف اللبنانية التي كثيراً ما تدفع ممارساتها إلى توتير الأوضاع على الساحة اللبنانية.
بعد مسألة شهود الزور التي كادت تخرب مرحلة الدفء الذي تمر بها العلاقات السورية اللبنانية من خلال سعي اللواء جميل السيد على (شربكة) المؤسستين القضائيتين اللبنانية والسورية في تعاملهما مع شهود الزور ومع من تداخلوا في تلك المسألة من مسؤولين لبنانيين وصحفيين من داخل لبنان وخارجه.
بعد هذه المسألة التي كادت تفجر العلاقة وتنسف مرحلة الدفء في العلاقات السورية اللبنانية التي أنقذتها حكمة القيادتين السعودية والسورية وتحركهما بسرعة لاعتراض أفعال الاستفزاز وتدمير التفاهم النسبي على الساحة اللبنانية، وعملهما بسرعة لإعادة تقوية هذا التفاهم.
في خضم معالجة مسألة شهود الزور تتفجر مسألة أخرى يضيف توقيت ارتكابها مزيداً من أسئلة القلق والشكوك حول من يريد تخريب الأوضاع في لبنان؛ إذ أدى توجه محققين دوليين إلى عيادة طبية لدكتورة أمراض نساء وطلبهم الاطلاع على ملفات مريضات يعتقد بأنهن من كوادر حزب الله إلى حالة من الغضب جعلت حشداً من نسوة الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت يهاجم المحققين الدوليين ويطردونهم من العيادة بعد أن جردوهم من الملفات التي كانوا يحملونها.
هذه الحادثة التي جعلت أمين حزب الله حسن نصر الله يطلب من اللبنانيين عدم التعاون مع محققي المحكمة الخاصة بمحاكمة قتلة الحريري لأن ما يجمعونه كما يقول يرسل إلى إسرائيل وهذه الحادثة وما أعقبها من تصريحات وأفعالها رفعت التوتر من جديد وجعلت اللبنانيين والذين يتابعون من خارج لبنان ما يجري على أرضه يتساءلون عن توقيت مثل هذه الأزمات، وهل مقصود بتتابع الإتيان بها تفجير الوضع في لبنان..؟!
سؤال آخر: ما معنى أن يتوجه محققون دوليون يبحثون عن أدلة والكشف عن خيوط تقودهم إلى قتلة رفيق الحريري، ما معنى أن يبحثوا في ملفات طبية عند طبيبة أمراض نساء وولادة ولنسوة معروف عنهن ارتباطهن بحزب الله..؟!
سؤال يثير الريبة عن عمل هؤلاء المحققين وأي أجندة يسعون إلى تحقيقها!.
سؤال يكشف المدى الخطير الذي استبيح فيه لبنان وكيف انفلتت الأوضاع فيه!.