يقول البارئ عز وجل في محكم تنزيله (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) ولا راد لقضائه ونحمده جل وعلا على القضاء والقدر.. ففي الأيام الماضية غيّب الموت المغفور له بأذن الله تعالى الشيخ والأخ العزيز عبدالله بن محمد المطير -طيب الله ثراه- أحد أعيان مدينة عرعر الذي انتقل إلى جوار ربه في مدينة الرياض، ودفن في مسقط رأسه (مدينة حائل).. فقد كان الفقيد يرحمه الله في الأمس القريب بيننا يزاول أموره الحياتية؛ فمنذ أن التحق بشركة أرامكو السعودية حالياً المعروفة بشركة خط الأنابيب عبر البلاد العربية آنذاك منذ أكثر من ستين عاماً عمل في عدد من محطات الضخ التي أنشأتها الشركة آنذاك في عدد من مدن ومحافظات المنطقة الشرقية ومنطقة الحدود الشمالية، ومنها رفحاء وعرعر وطريف؛ وكانت محطة عرعر هي المحطة الرئيسية للشركة آنذاك ويتبعها عدد من المحطات في عدد من المدن والمحافظات بالمنطقة وكان وأعني به المغفور له بأذن الله تعالى الشيخ والأخ العزيز عبدالله بن محمد المطير أحد المسؤولين عن أعمال الشركة بالمنطقة وكان طيب الله ثراه نعم الإنسان والمسؤول، والذي كان يعمل بكل إخلاص وتفانٍ وطيّب المعاملة مع جميع زملائه ممن يعملون تحت إدارته يعاملهم وكأنهم إخوة له دونما أي تفرقة، بل الجميع لديه على حد سواء.. فالفقيد هو ابن الوطن البار الذي شق طريقه نحو النجاح بكل همة وعزيمة مستمداً العون والتوفيق من البارئ عز وجل رغم الظروف القاسية التي عايشها في مقتبل العمر -يرحمه الله- حتى وصل إلى مراكز مرموقة بشركة أرامكو السعودية.. وكان محبوباً لدى الجميع من داخل الشركة وخارجها ولِمَ لا؟ وهو الذي عمل بكل إخلاص وتفانٍ في حياته العملية وكان قريباً جداً من إخوانه وأبنائه من سكان المناطق التي عمل بها يشاركهم الأفراح والأتراح، تراه يقطع الفيافي والديار من أجل واجب اجتماعي أو إنساني يحرص على القيام به تجاه الغير ويقف دائماً مع إخوانه وأبنائه من ذوي الحاجة ويمد لهم يد العون والمساعدة بكل ما يملك ناهيك عن الكرم الحاتمي الذي يتصف به هذا الرجل الوفي.. فباب منزله مشرّع للضيوف والزوّار من داخل مدينة عرعر ومن خارجها إلى جانب تواصله المنقطع النظير مع أقربائه ورفاق دربه ومحبيه وعامة الناس في المناسبات الاجتماعية والأعياد.. إن الحديث عن مآثر هذا الشيخ الفريد لا نستطيع أن نفيها حقها في مقال كهذا، فكل ما أود الإشارة إليه عن هذا الرجل الشهم -يرحمه الله- إنه كان محبوباً لدى الجميع لما كان يتمتع به من أخلاق فاضلة وسيرة عطرة واحترام للجميع.. وإنا على فراقك لمحزونون أبا فهد.. ونحن إذ نشاطر أبناءه اللواء متقاعد (فهد) والأستاذ (خالد) وشقيقاتهما وإخوان الفقيد وعائلة آل المطير كافه العزاء في مصابهم الجلل لنسأل البارئ عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يجعل كل ما قام به من أعمال خيرة وجهود مباركة إبان حياته في موازين حسناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. (ِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
صالح بن حمود القاران
salahamound@hotmail.com