في عصر يوم الخميس الموافق 14 /10 /1431هـ صُعقنا بخبر وفاة الشيخ فياح بن هاجد العضياني العتيبي (كاتب عدل نفي سابقاً) بعد معاناة مع المرض لم يمهله طويلاً.
أبوعبدالعزيز عرفته قبل ثلاثة عشر عاماً، لم يكن إنساناً عادياً كملايين البشر، يعجز القلم أن يكتب أفضاله ومحاسنه، فهو محب للخير بجميع وجوهه، ينفق الغالي والنفيس ويسعى للإصلاح بين الناس ويبذل من ماله الخاص من أجل إصلاح ذات البين، وهذا دأبه ومنهجه حتى قبل أيامه الأخيرة رحمه الله، لم تخل حياته من محطات إنسانية مشرقة ومبادرات خيرية لا يمكن نسيانها، أبوعبدالعزيز هو أنموذج وقدوة حسنة، زاهد وصبور، راق في تعامله وبساطته، ورائع بإنسانيته وعفويته، بسيط في سلوكه وممارسته، نذر نفسه ووقته وماله، للعمل الخيري والإنساني وأغدق عليها من وقته واهتمامه الشيء الكثير، ولم تغفل عيناه عن ملامسة معاناة الفقراء والمحتاجين والأرامل والأيتام وكان لهم نعم المعين والسند بعد المولى عز وجل لتخطي أزماتهم وتجاوز معاناتهم ومشاكلهم، وقال تعالى (رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ). إنه بحق قلبٌ كبيرٌ تجاوزت نبضاته الحانية وإسهاماته الخيِّرة ومبادراته كلَّ الحدود فبكته القلوب قبل أن تدمع العيون.
وجمعية البر الخيرية بنفي كانت شاهداً على إسهامات هذا الرجل الخيرية والإنسانية فقد وقف هذا الرجل مع الجمعية منذ إنشائها وله إسهامات كبيرة جداً وتبرع بمسكنه في نفي لصالح الجمعية ثم تبرع بمزرعته ثم تبرع با أرض في مدينة نفي وأفضال هذا الرجل على الجمعية لا تعد ولا تحصى وستبقى الأعمال الخيرية التي ساهم بها واستفاد منها الفقراء والمساكين والمحتاجون نموذجاً مشرقاً لإسهامات أبي عبدالعزيز الخيرية.
في الختام.. إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا فياح لمحزونون ولا نقول إلا مايرضي ربنا، فهذه حال الدنيا اجتماع ثم فراق، ولو صفت لأحد لصفت لصفوة الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.
أحسن الله عزاء الجميع في وفاة الشيخ فياح بن هاجد والعزاء موصول لجميع أبنائه وأسرته وإن شاء الله يسير الأبناء على النهج الذي رسمه والدهم رحمه الله في البذل والعطاء لكل محتاج وفقير، وأن يكونوا صدقةً جارية لوالدهم وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له) وآخر دعوانا أن الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
محمد إبراهيم الأحيدب* قاضي محكمة نفي العامة ورئيس جمعية البر الخيرية بنفي