راتب الزوج 2500 ريال في وظيفة تمتد عشر ساعات يومياً، يستدين ألف ريال من زميله كي يتمكَّن من تحقيق رغبة الزوجة في اقتناء جهاز (آي فون). يظل يستدين إلى آخر الشهر ثمن حليب الأطفال والخبز والبنزين.
شكل الأسرة من الخارج أسرة، (مستورة) لكن وجه الشاب المائل لونه للبهوت يكشف أن حالة من الذهول تسيطر عليه، زوجة دنيئة نفس وزوج ضعيف لا يملك القدرة على اتخاذ موقف وتحمّل نتائجه، حتى لو أدى الأمر إلى ترك الزوجة للمنزل، تلك امرأة تقتل الحياة في أوردة أسرتها، إذ تجعل من زوجها متسوِّلاً ذاهلاً ذليلاً، امرأة مثل هذه لا تستحق أن تكون أماً ولا يليق بالأمومة أن تنتسب لها امرأة مثل هذه.
زوجة أخرى تتقاضى راتباً لا يقل عن خمسة عشر ألف ريال تعتبر أن الإنفاق عليها جزءٌ من تحقيق كرامتها وتنفيذٌ لقوله تعالى: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}، وقوله سبحانه: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ}.
تطلب كل شهر من زوجها مصروفاً لها وللأولاد ولا تنسى حتى لو تأخذ أولادها للألعاب أن تقول هات وتضيف أنت الرجل أنت القوام في حال أبدى الرجل دهشته من (طفاستها وبخلها)، توظّف هذه المرأة والتي قبلها النص الديني لمصالحهما الشخصية حتى تحققا غاياتهما المادية وتنفيض جيوب الزوج أولاً بأول تحت مظلة القوامة.
دناءة النفس هي التي تجعل من البشر يستغلون ظاهر النصوص لتحقيق غاياتهم، ولك أن تقيس على هذه الأمثلة مئات الأمثلة الأخرى والممارسات الغريبة التي تمر أمامنا مثل شريط سينمائي ساخر وبكائي في آن واحد.