أنا لا أنكر أن هناك فساداً مالياً وإدارياً في القطاع الذي يتبع لي. هكذا يقول كل من تحاورهم الصحافة وتطرح معهم أوجه القصور الشديدة في حق المستفيدين من هذا القطاع. ومع تكرار قراءتنا لهذه التصريحات، صارت لدينا معرفة كاملة بأشكال الفساد. وصرنا نقول: هذا» ربع فساد»، وهذا» ثلث فساد»، وهذا» نص فساد»، تماماً مثل كبسات الدجاج!.
اليوم، تطورالوضع، وأصبح لدينا» سوبر فساد» أو« فساد لارج». وبطل هذا النوع الجديد» السبايسي المقرمش» هو مدير تعليم. فالأخ من« زود الفساد»، وضع اسمه في كشف لجنة مقابلة موظفات! وفي كشف خارج دوام وهو منتدب، وفي كشف انتداب دون تحديد الجهة، وفي كشف نقل كتب بوزن 1302 طن! هل هناك فساد أكبر من هذا الفساد؟! مستحيل! هل يعقل أن الأخ كان» يضرب دون أن يُسمِّي»، هكذا من نفسه؟! أقصد: ألا يمكن أن يكون هناك من أعطاه الضوء الأخضر لهذه الاختلاسات الأوضح من وضح النهار؟! وليس بالضرورة أن يكون هناك شخص بعينه، بل مناخ العمل العام.
ومن هنا، يجب على الوزارة ألا تفوت الفرصة على نفسها، فبعد أن تضرب» السوبر فاسد السبايسي المقرمش» بيد من حديد، يا ليتها تنظف الجو العام بكل المنظفات الممكنة، لكي تقضي على بويضات ويرقات وشرانق الفاسدين، في كل شبر من الوزارة، وألا يُستثنى مكتب أو تُستثنى إدارة، فلربما بويضة واحدة في مكتب منسي، تفرِّخ قارضة صغيرة، ثم ما هي إلا فترة قصيرة، حتى نكون أمام جرادة تلتهم كل ما هو أخضر في الوزارة.