سألني أحدهم قائلاً: أشعر عندما أقرأ بعض المقالات في الصحف, أو أستمع إلى بعض الأطروحات في الفضائيات, أو أطالع بعض ما يكتب في (الإنترنت) والتعليقات عليها, أو حتى بعض خطب الجمعة والمحاضرات.. ونحو ذلك قال: أشعر بشيء من التوتر ينتابني وأخرج من بعضها مضطرب التفكير لما سمعت أو قرأت - وبخاصة في السنين الأخيرة -، ناهيك عن بعض التصرفات العالمية السياسية والاقتصادية, وتحليل بعض الأزمات التي مرت, واستشراف المستقبل، لكن دعني من اتساع دائرة القضية مع التوتر لأركّز على قضية المقروء والمسموع الفكري.
قلت: وهل يمكن ضرب الأمثلة لكي يتضح المراد, ويوصل إلى الداء المقصود, ومن ثم إلى العلاج المنشود؟
قال: نعم وبالمثال يتضح المقال, وخذ أمثلة متنوّعة مع رجائي أن تفهمني جيداً بأنني لا أقصد أحداً بعينه من كاتب أو خطيب أو محاضر أو مفكِّر حتى لا نحيد عن المقصود فنضل الطريق المنشود, فالحديث عن القضية نفسها, وبما أشعر فيه.
والآن أضرب مثالين وأرجو أن يتسع صدرك, وصدر القارئ - من يوافقني أو يخالفني - حتى لا نقع فيما فررنا منه, أو شعرنا به وهو التوتر والاضطراب.
المثال الأول: عندما نتحدث عن قضية (المرأة) أجد كاتباً أو متحدثاً يطلق الأوصاف المترادفة بأننا - وبخاصة في هذه البلاد - أهملنا قضية المرأة, وبخسناها حقوقها, ولم تنل من حقوقها شيئاً, وهي مظلومة ظلماً عظيماً, ومقهورة غاية القهر, بل يعبِّر بعضهم بأنها لم تنل أدنى الحقوق, وأبجديات ما لها من الحقوق, وأنها تعيش في حالة يُرثى لها, وأنّ الرجل استأثر بكل شيء, ولم يترك لها شيئاً يذكر... وهكذا يطلق هذه الأوصاف, بل مما هو أشد من ذلك عندما يعزو هذا الظلم والتقصير والإجحاف والقهر إلى الدين نفسه فيوُصف هذا الدين بالإسلام المتشدد, والإسلام الأصولي... إلخ.
وتقرأ لكاتب آخر أو تستمع لمتحدث آخر, ليسمعك بأنّ المرأة حصلت على كل شيء, ونالت أعالي المستويات, وأسهمت في جميع المجالات, وأنه لم ينقصها شيء, بل تعدّت نساء العالمين في حقوقها الدينية والدنيوية, وأنها في غاية التكريم, وتعيش أبهى عصورها, وليس في الإمكان أكثر مما كان.. ويستشهد لذلك بالعديد من النصوص القرآنية والنبوية, ومنزلاً ما جاء فيها على أنه الواقع, الذي لا يرى غيره, والمثال الذي يجب أن يحتذى.
ما ذكرته من هذا المثال: ليس أمراً نظرياً مفترضاً فيوجد كثير من الكتابات والمقالات، والخطب، والبرامج الفضائية ما يعزّز اتجاهاً ضد آخر, حتى وصل الأمر إلى أن يصنّف كل طرف الآخر بأقصى ما يعرفه من التصنيفات والاتهامات ومزكياً نفسه بأنه الحامي لحمى الدين, والقائم على مصلحة الوطن, وغيره ضار يجب استئصاله, والكل يلمز أو يشير بطريق أو بآخر إلى من يخالفه لكي يظهر هو فيضطر إلى مراجعة قاموس اللغة العربية ليعزز ما ذهب إليه.
وسؤالي الصريح: ألا يحدث لك توترٌ عندما تقرأ أو تسمع لهذا أو ذاك وبخاصة وأنت تعلم حقائق ناصعة تخالف ما ذهب إليه كل طرف من المبالغة فيما يريد أن يوصله إلى الآخرين.
فأنت وأنا نعلم مثلاً: أنّ المرأة في بلادنا نالت ولله الحمد حقاً ونصيباً وافراً في التعليم, حتى نالت أعالي الدرجات العلمية.
وأنها نالت حقاً ونصيباً في الوظائف الحكومية, واتسعت دائرة مجالاتها ولا زالت ونظرة في الإحصاءات لدى وزارة الخدمة المدنية، ووزارة التعليم العالي, ووزارة التربية والتعليم, ووزارة الشؤون الاجتماعية, وغيرها تثبت ذلك, بل إنها نالت حقاً ونصيباً من المشاركات العلمية والمعرفية والاستشارات في مختلف المجالات, ما يرفع الرأس, ويحقق الإفادة مما لديها, وأنها نالت حقاً ونصيباً من حقوق الامتلاك والتجارة والإرث وغيرها.
وفي الوقت نفسه: أدرك أنا وأنت أنه لازالت هناك مماراسات تحتاج إلى شيء من التنظيم, وإعطاء الحق, ومعالجة المشكلات المتجددة، فمشكلات المرأة المطلقة, ووضوح كيفية تصرفها, وكذلك المرأة الأرملة, ومراجعتها للمحاكم, وبعض قضايا الضمان الاجتماعي, والتقاعد عندما يتوفى زوجها, وبعض الحقوق المجتمعية, بالإضافة إلى بعض مشكلاتها الأسرية وغيرها: أنها نقاط تحتاج على معالجات تنظيمية أو سلوكية أو معرفية عامة.
أليس من الأولى أن توضع النقاط على الحروف, ويشاد بالإيجابيات, وتبيّن فيها الإحصاءات, وتطوّر تلك الإيجابيات, ويتجه للنظر في مواضع النقص والخلل, وتُعالج؟!
أليس من الأولى أن لا تسطّر الصفحات وتملأ ساعات البرامج بالمبالغات, ومن ثم تجاذب الاتهامات حتى في النوايا والمقاصد؟!
أليس من الأولى أن نعيش مشكلاتنا الحقيقية لتوضع لها الحلول الناجعة والبرامج المفيدة؟ قبل فوات الوقت واتساع دائرة المشكلات.
أليس من الأولى أن نهدأ بالتفكير, ونتبع الطرق المناسبة للتعامل مع تلك القضية ونعطيها ما تستحق من الوقت والمساحة المناسبة لنصل إلى ما نرجو؟
أليس من الخير أن نشيد بالمنجز ونباركه, ونشجعه, ونفخر به ونطوّره, فلا نلغيه أو نصادره, أو نختزله في زوايا ضيقة؟
أليس من الخير أن نترك التعميم في السلبيات, ونضع اليد على الجرح, ونتلمّس له العلاج المناسب؟
أليس من الخير أن نترك التوتر, ونعيش في فضاء الفكر الواسع, لنعطي للفكر مساحته دون النظر بعين ضيقة, أو عين سوداوية, أو عين لا ترى إلا ما تريد, أو عين لا ترى الجرح إلاّ إذا أفسد العضو كله؟
المثال الثاني: وهو مثال جزئي لأنتقل من القضايا المنهجية إلى بعض القضايا الجزئية التي تأثرت بالتوتر في التفكير وجنحت يميناً ويساراً دون هدوء وروية, وطمأنينة في النظر والأحكام, وهي قضية ما يسمّى (بالخطاب الإسلامي أو الديني) على تقدير صحة وسلامة هذا المصطلح، فظهرت نبرتان متقابلتان:
أما النبرة الأولى: فهي الدعوة بلا حدود إلى تجديد الخطاب الديني بمختلف أشكاله وأنماطه, وتجاوزت هذه الدعوة إلى النّيل بشيء من النظرة الدونية للخطاب نفسه وأصحابه, وأنهم لا يعيشون عصرهم, ولا يفهمون مستجدات الأمور, ولا متغيرات الزمن.
والنبرة الثانية: التي ردت هذه الدعوة بإطلاق, وأن من قالها ونادى بها فقد تنكّر لدينه, وتغيّر تغيراً جذرياً, وربما كان نتيجة لتأثره باتجاهات فكرية منحرفة, وأنّ ما يطلبه ما هو إلا لأمر مبطن وراؤه ما وراؤه.
وأنت وأنا نعلم أنّ مراعاة أحوال المخاطبين، ومعرفة أحوالهم قبل الحديث, وأنّ لكل مقام مقالاً, وما يحتاجه مجتمع قد لا يصلح لآخر, وما يمكن أن يقال لفئة المتعلمين لا يقال لغيرهم, وما يناسب المسلمين قد لا يناسب غير المسلمين.. وخطاب النساء يختلف عن خطاب الرجال, وهموم المفكرين تتجاوز هموم العامة, ومخاطبة النخب لها وضعية خاصة تختلف عن غيرهم, والحديث مع المختصين في علم أو فن يحتاج إلى لغتهم ومصطلحاتهم، كل ذلك من أساسيات حسن الخطاب كتابة وإلقاء وهو مقرر شرعاً وبلاغة.
أما الأحكام والمفاهيم الشرعية, والمصطلحات العلمية فهي ثابتة ومستقرة, وكل هذا له تأصيله الشرعي من القرآن والسنّة ويكفي أن أورد لك أنّ كل نبي خاطب قومه بمشكلتهم التي يعيشونها فموسى عليه السلام عالج قضية السحر, وشعيب عليه السلام عالج قضية التطفيف في المكيال والموازين, ولوط عليه السلام عالج قضية الأخلاق والفاحشة وهكذا, مع اتفاق الجميع على الأصل وهو الدعوة إلى عبودية الله وحده لا شريك له, قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}.
فلمَ - في هذا الوقت - تَرِد الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني مطلقاً أو تُرَد الدعوة إلى ذلك مطلقاً؟
أليس من الأولى أن نحدد مكامن الإشكال التي تحتاج إلى تأمُّل ونظر؟ ومن ثم معالجتها.
أليس من الخير الاحتفاظ بمكتسبات الخطاب السابق - وتجديد ما يحتاج إلى تجديد؟
أليس من الحسن أن لا نجلد الذات لنحطم كل إنجاز, ولكن نبدأ من حيث ما وصل إليه المنجز؟
أو لم يكن جديراً أن يرفع هذا الشعار بشيء من الهدوء وعدم التوتر لئلا يقابل بتوتر مثله, وينقسم الناس إلى فسطاطين؟
ومن العجب الذي يدهشني وأنت تعلمه أن بعض من ينادي بذلك خطابه وحديثه هو.. هو نفسه فلم يبرهن على تجديد، أو تقعيد لهذا التجديد, وأن بعض من يرده.. يرده دون تأمل بما فيه من إيجاب يحسن الأخذ به.. وكأن المخاطب من قبل الطرفين بهذا أو ذاك أناس مجهولون يعيشون في أمكنة غير معلومة.
وبعد: فهلا ينبري من يفصّل, ويحسن الوقوف عند أماكن الوقوف, ويتكئ على التأصيل, ويكثر من ضرب الأمثلة والبراهين؛ ليتضح المراد دون عمومات تحتاج إلى تخصيص, ودون إجمال يحتاج إلى تفصيل, ودون إبهام يحتاج إلى بيان.
ولعلِّي أكتفي بهذين المثالين خشية الإطالة المملة وإلاّ فهي قضايا كثيرة فكرية, وعملية، منهجية وجزئية، مما نعيشه في هذه السنين الأخيرة التي نوقشت, وتناقش ويتعامل معها بتوتر واضطراب مما يجعل المنتج مضطرباً, أو مجملاً, أو عاماً, أو محملاً بحمل مشوّه.
أقول لك هذا ولا أبرئ نفسي, وأحترم كل طرح جاد, وأحسب أن الجميع يحمل نية طيبة, وهماً مشتركاً, على حد قول القائل: (كل يدعي وصلاً بليلى).. لكني أطرحه للتبصُّر والتأمُّل والتفكير بتروٍ وهدوء يقود إلى تقدم وتطور وإصلاح ومعالجات سليمة للمشكلات, مع سلامة الصدور, وإبعاد الأحقاد, وترامي التهم.
قلت لهذا السائل: أشكرك على محاولة وقوفك على داء برز كما أشرت في كثير من الطرح المسموع والمقروء, ولعلِّي أشاركك بذكر شيء من أسباب وجود هذا التوتر - مع اختلافي معك - بأنه درجات وليس الجميع على درجة واحدة, ولكني أتفق معك على أنه أصبح ظاهرة يحتاج إلى المعالجة الهادئة بطرح هادئ, وهنا أشاركك بتلمُّس بعض الأسباب, وبعض الآراء الذي أرجو أن تكون محلاً للنظر, وقابلة للأخذ والرد, والتفصيل والبيان.
وقبل عرض الأسباب, أشير إلى شيء من سلبيات هذا التوتر التي قد تطغى على الكاتب أو المتحدث ومنها:
1- الضيق في التفكير, وحصر التفكير في مجال واحد, والنظر لأي قضية من زاوية واحدة, وإغماض العين الأخرى, وهذا بحد ذاته سلبية كبرى, جعلت كفار قريش يصمون أسماعهم عن سماع الجديد من الوحي فضلّوا وأضلّوا.
2- الحنق على الآخرين, ورد ما يقولونه, وما يقدمونه لأنهم فلان أو علان دون النظر بصلاحية ما قالوه أو عدم ذلك, أو حجيته أو عدمها, أو فوائده أو عدم ذلك, لأنهم صنفوا من معارضيهم فلم يعودوا مقبولين أياً كان طرحهم, ولم يدرك هؤلاء وأولئك أنّ القرآن الكريم شنع على من ينظر إلى الآخرين نظرة استحقار وازدراء, وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم استمع لكل من يريد أن يطرح عليه, ووجّه بأن يستمع أصحابه رضوان الله عليهم لمن يدعونه, وهكذا كان رسله الذين أرسلهم عليه الصلاة والسلام مما لا يتسع المقام لتفصيله, ومحله: البحث العلمي.
3- اضطراب النتائج, وعدم تكامل المشاريع الفكرية والعملية, وما يبنيه فلان ينقضه فلان, إن في قضايا فكرية أو عملية, حتى وصل الأمر إلى نقل هذا الاضطراب في مجالس الناس العادية, وأصبحت الشائعات المتناقضة هي السائدة في بعض المجالس.
4- تزكية النفوس إلا حد قول القائل: (ما أريكم إلاّ ما أرى) حتى لو كان لهذا المفكر أو الكاتب أو الداعية آراء متناقضة بين زمانين, أو في حالين ففي أول الأمر القول قوله, وفي المستقبل القول قوله, وقراء اليوم كأنهم غير قراء الأمس, والمستمعون اليوم كأنهم غير مستمعي الأمس, حتى أصبح مؤيدو اليوم هم معارضو الأمس, وفي النهاية يتناقض القول بل قد يسقط كله على حد القاعدة: (تعارضا فتساقطا) ولكن بعد فوات الأوان، وهذا لا يعني عدم تغير الاجتهاد بأدواته وقرائنه، والحال يختلف عند المتأمل
5- أحسب أن الاستمرار في هذا التوتر والاضطراب قد يقود إلى أمرين خطيرين في الحكم على الشريعة, أجمعهما هنا لتقاربهما:
أ- تضييق سعة الشريعة, فكل قول يجر إلى تضييق القول الآخر ولعل ما سبق في قضية (الخطاب الديني) مثال على ذلك.
ب- اتهام الشريعة بالقصور عن تلبية حاجات الناس وإيجاد الحلول لمشكلاتهم, والله جل وعلا يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}, ويكفي هذان الأمران في أخطار هذا التوتر.
6- إشاعة الأخلاق المذمومة: من الهمز, واللمز, والغيبة, والنميمة, والشحن ضد الآخرين, والاتهام بالباطل, بل والكذب, وترويج الشائعات, وهذا واقع بنسبة كبيرة جداً.
7- ظهور انحرافات في التفكير المنطقي مما يؤدي إلى الغلو في أمر من الأمور الشرعية, وتكبير ما كان أمراً يسيراً, أو العكس حتى يصل الأمر إلى الاستهانة بكثير من الأحكام الشرعية, أو النصوص الشرعية, أو تأويلها على غير المراد منها, أو اتهام فهم الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين رحمهم الله بالقصور, أو تحجيم الشريعة, ونحو ذلك.. وهذا يقود إلى أمور خطيرة لا تحمد عقباها وقد وقع شيء من ذلك على أرض الواقع وكلف الكثير من الجهد للمعالجة ولازال.
8- عدم إعطاء الفرصة للتفكير السليم حول كل قضية يراد نقاشها ومعالجتها, لأن التردد والتوتر يوصد باب هذه الفرصة العظيمة, كما يوصد باب نعمة التفكير, فيبقى كل فريق حبيس نظرية (ما أريكم إلاّ ما أرى) و(من لم يكن معي فهو ضدي) حتى تتفاقم المشكلات, ويغلق الباب أمام البناء والتنمية, وتعطل الحواس والفهوم.
9- إيجاد النزاعات, واستدعاء جميع القوى للتأييد والمعارضة, واتساع رقعة الخلافات المذمومة, وإشغال الطاقات الأخرى بما يلهيها عن المهام الأصيلة لها وإهدار جهود في ميادين لا أثر إيجابي لها.
هذه الآثار السلبية غيض من فيض لكن الإشارة تكفي عن العبارة, واللبيب تكفيه الإشارة, وإلا فالتوتر في التفكير بداية مسار الانحراف الفكري والعملي، والفردي والمجتمعي.
أما عن أسباب الوقوع في التوتر في التفكير على مستوياته المتعددة, فالذي يظهر لي عدد من الأسباب تتفاوت فيما بينها في مقدار تأثيرها, ولا يعني ذكرها أن الجميع متصف بها بل هي متفاوتة في ذاتها، وفي من وقعت عليه, ومنها:
1- كثرة المتغيرات السياسية, والاجتماعية، والاقتصادية، العالمية والإقليمية والمحلية, وتسارع هذه المتغيرات مما يجعل ردود الأفعال حولها متفاوتة, والمواقف منها متباينة مع نسيان أو تناسي المرجعيات العلمية المحكّمة عندنا نحن المسلمين, وأقصد بذلك القواعد والضوابط الشرعية, والمصالح العامة.
فكلٌ ينطلق من معرفته وتحليله, ويسجل موقفه, وينافح عنه, ويتهم غيره.
2- تداخل الثقافات المختلفة وانفتاح بعضها على بعض التي أصبح معتنقوها يروجون لها عبر مختلف وسائل الاتصال مما جعل كثيرين يعلنون مواقفهم دون إعطاء أنفسهم فرصاً للتروي والبحث, وعلى حد قول أحدهم: (الناس كلهم يتكلمون ونحن لا نتكلم) متجاهلاً قاعدة: (قل خيراً وإلاّ فاصمت), ومن الجدير هنا أن وصل الحديث وإبداء الرأي إلى الأصول والقواعد وبما يُسمّى: المصطلح المعاصر: (الثوابت) بل أبعد من ذلك إلى إخضاعها للنظر والتحليل, والقابلية وغير القابلية.
3- ضعف الثقة, أو قل محاولة إضعاف الثقة من قبل أطراف متنوعة في المرجعية (العلمية والسياسية) ومن ثم يجنح كل بما لديه حتى ظهرت أصوات لقراءة النصوص الشرعية من جديد, وأصوات ضدها, ولكن عندما تبحث أو تسأل من الذي يصوّب أو يخطئ ستجد النتيجة أن (لا أحد إلاّ أنا) فظهرت قواعد جديدة, والغيت قواعد, وحمّلت النصوص على غير ما تحتمل, وتعالت أصوات تفتي بفتاوى وهي ليست أهلاً, ويسارع آخرون للرد, ومن ثم يتوتر كل طرف ليكون المتلقى هو الضحية في النهاية.
4- قد أقول إن ما سبق من الأسباب قاد إلى ما يتفرع عنها من إيجاد قدوات أوجدت نفسها, أو أعلت صوتها ولو لم تكن بالتخصص العلمي المطلوب, لا أقول: الشرعي فحسب بل حتى الفكري والاجتماعي والإداري والاقتصادي, وغيرها مما أثر على المتلقي, وأصبح في حالة من التوتر في القبول وعدمه, مع عدم قدرته على التحليل والتمييز, ومن هنا يضطر هذا (القدوة) أن يتوتر لمزيد الإقناع بما لديه ليكسب - في نظره - مزيداً من التأييد.
5- الأحداث العالمية, وما أنتجته من ظواهر كظاهرة الإرهاب بمختلف أشكاله أصاب التفكير بشيء من التوتر مع ضعف أو فقدان عوامل التحليل الصحيح أو ما يقاربه فوصل الأمر إلى إعجاب كل ذي رأي برأيه.
6- ضعف العلم الشرعي المؤصَّل, ومحاولة إضعاف المرجعية العلمية الشرعية المعتبرة من عناصر في الداخل والخارج لتعلن ما لُبّس بلبوس (الرأي الواحد) مع العلم أن الواقع: أنه في كل بلد إسلامي مرجعيات علمية جماعية معروفة ومعلومة ومعتبرة.
ومن العجب أن تجد أصواتاً فردية هي تنادي بالجماعية مع أنها تبرز شذوذات وتكافح ضدها, وبعضها قد لا تكون مؤهلة التأهيل الشرعي المطلوب.
7- تفرق قادة الرأي والفكر والعلم, واعتداد كل ذي رأي برأيه, واعتقاد الفرد نفسه أن الحق عنده, فأصبح بعض المفكرين أو الكتّاب أو طلبة العلم الشرعي يتبنّى رأياً, والآخر كذلك, وثالث يرمى بالجهل على الآخرين, وفي الوقت الذي ينادي هو بحرية الرأي وعدم مصادرة الرأي الآخر تجده يقع أحياناً بتحد للرأي الآخر دون اعتبار حتى - أحياناً - لفتوى الهيئات الجماعية, أو ما صدر من مجمعات علمية وفقهية. وقل مثل ذلك عند الاجتماعيين، والاقتصاديين، وسائر المتعاملين مع قضايا المجتمع بعامة.
إن هذا التفرق هو من أساسات المشكلة التي تجعل للتوتر نصيباً كبيراً وحيزاً مسيطراً على كثيرين, ليكون كل واحد هو الأبرز, ورأيه هو الأصوب, ولو تشعب الناس في أودية مختلفة.
8- ومما أظنه من الأسباب الاتجاه إلى النقد أكثر من الاتجاه إلى البناء, كما هو الاتجاه إلى تزكية النفوس وإظهار حظوظها على حساب نقد الآخرين.
بلا شك لا أقصد النقد البنّاء, وإنما النقد السلبي الذي للمصالح الذاتية نصيب كبير فيه.
إن مثل هذا الاتجاه كفيل بأن يعلى نسبة التردد والتوتر في التفكير, ويتقاطع مع أشياء سلبية أخرى أقلها احتقار الآخرين وبعدهم عن الصواب.
9- ومن أهم الأسباب - ولذلك جعلته خاتمتها - غياب الأهداف الحقيقية للمفكر والعالم والمثقف والتي تتمثل باستشعار رضى الله سبحانه وتعالى, ثم السعي الأمثل لعمارة الكون, ومنه عمارة المجتمع وبنائه, أما المصالح الذاتية ونحوها فلها حظ من النظر لكن بشرط أساس بما لا يستدعي الضرر للآخرين أو يتعارض مع الأهداف الحقيقية.
إن الإنسان إذا تشوّش الهدف عليه قاد إلى انحراف الطريق الموصل إليها فأوردت اضطراباً في التفكير, وتردداً فيما هو الصواب.
لا شك أن المثالية ليست منشودة بقدر ما تُنشد الواقعية المطلوبة واضحة الرؤية.
أحسب أن هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى ما هو ظاهر الآن في كثيرين المسموع والمقروء من تردد في التفكير واضطراب يقود إلى غلو في فكرة أو تجاهل للآخرين, واستحقار لهم بل واتهام بأشياء مشينة... كما سبق بيانه.
لكن كل هذا يحتاج إلى تلمُّس لمَوَاطن العلّة, لعلها تكون محلاً للتأمل والنظر.
ولكن - أيضاً - أقرر أنه ليس عندي معالجة مباشرة ولكنها دعوة للتأمل من خلال جملة معالم, أزعم أنها تضيف إشارات ضوئية خضراء يمكن أن يستنار بها, فإن لم تكن كذلك, فحسبي المشاركة الإيجابية, والدعوة إلى الهدوء في التفكير لنصل إلى التفكير الإيجابي المنشود, وليس هذا - كما يمكن أن يُلبس - مصادرة لرأي دون آخر, أو إغلاق نافذة يراد فتحها, أو هي حَجْر على أن لا نختلف في الأمور الاجتهادية, ولكنها دعوة للسير في اتجاه البناء للمجموع كله.. والله من وراء القصد.
أول المعالم: أن يُتفق على إيجاد منهجية عامة تحكم المسار كله, ويُعاد إليه عندما يشطح التفكير يمنة ويسرة, ونحن ولله الحمد والمنّة - أقصد نحن المسلمين - أفضل الأمم بل أفضلها في وجود هذه المنهجية - وفي وضوحها - وفي حدودها كذلك ولا أطيل فيها لأنه لا أظن أن فينا من يخالفها وهي: الإسلام ذاته بمصادره المعتبرة, وقد حكم خالقنا جل وعلا بأنه الكمال المطلق وقد تم بيانه بقوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}.
ثم المنهجية التنفيذية بالنسبة لنا - نحن في هذه البلاد - حُددت معالمها وجعلت المرجعية فيها للكتاب والسنّة.
إنّ استذكار هذه المنهجية يمثل أهم الأسس الضابطة للتفكير فلا يحيد عنها فيضل.
والمعلم الثاني: المصالح المرعية العليا, انطلاقاً من القاعدة العظيمة السعي إلى المصالح أو تكثيرها, وإلى درء المفاسد أو تقليلها, ومن أولوياتها مصالح الإنسان ولذلك نجد أن أهم مقاصد الشريعة: حفظ الضرورات الخمس: (الدين, والنفس, والمال, والعقل, والعرض), والنصوص أكثر من أن تحصر, بل ألّف في هذه المقاصد مؤلفات عظيمة.
وأحسب أن من تمثّل أو حاول تمثلها فسيقوده ذلك إلى أبعاد تضبط مسار تفكيره, وترد كل تردد حول ما يوصل إلى حفظ هذه الضرورات.
والمعلم الثالث: احترام التخصص, وإعطاء أهله الفرصة الكاملة لتحقيق ما يتحدث فيه, أو يراد الوصول إليه, وهذا لا يعني أن لا يشارك غيرهم بطرح فكرة ومناقشة أخرى إحياءً لها أو تطويراً, أو استفهاماً, أو إيجاداً لعقبة أو مشكلة يراد توضيحها, أو إضافة مفيدة.
إن مزاحمة أهل تخصص (ما) دون علم أو روية, وإعلاء الصوت بهذه المزاحمة, واستجلاب ما يؤيد هذه المزاحمة ولو بالألفاظ التهكمية, وأحياناً بالرمي بعدم المعرفة للمختصين, كل هذا يزيد في ضربات أوتار القلب ليشوش على التفكير.
وللمثال: لو أنّ استشارياً طبياً أعطى حكماً طبياً لعلاج مرض (ما) وهو غير العلاجات المعروفة, ثم تسابق من ليسوا أطباء للتأييد والمعارضة, ومن ثم للتجهيل, ثم استدعاء ما يؤيد ويعارض ولو كان بألفاظ السخرية بما حمله هذا الاستشاري في ثقافته الطبية, ما نتيجة ذلك؟
إنّ من المهم أن تحترم العلوم, والمختصون فيها, سواء كان علماً شرعياً يؤهل صاحبه للفتيا والقضاء والتعليم, أو علماً من العلوم الأخرى كالطب والهندسة والإدارة، والحاسب والعلوم والفلك والأدب والعربية وغيرها.
وهنا يفرض عليّ بيان ما يتردد من مقولة: (الدين ليس حكراً على أحد) وهذه مقولة ظاهرها حق بل أقول أبعد من ذلك وهو أن الدين واجب على كل حد, لكن هناك فرق بين العلم الدقيق الذي يؤهل للفتوى والحكم على الأشياء وبخاصة في بيان الحل والحرمة, وبين الدين الذي يجب تطبيقه وتجب معرفته على كل مسلم, وإلا أصبحت مصدرية الدين: أهواء الناس وعقولهم, ولا أظن مسلماً يقول بذلك.
والمعلم الرابع: تمثل آداب الإسلام وأحكامه وأخلاقه في التعامل مع النفس أولاً, ثم مع الآخرين بأفكارهم أو في ذواتهم ولعل في خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمثله سلوكاً فردياً, واجتماعياً ما ينمي الهدوء في التفكير, والروية في الحكم, وتناول القضايا من جميع جوانبها, ومن ذلك خلق الحلم وعدم الغضب, والسكينة والطمأنينة, والصبر, وحب الآخرين، وعدم بغضهم، أو السخرية منهم, وتمني الخير لهم, والدعاء لهم, والتواضع وعدم الكبر أو التعالي, وعدم الدخول في النوايا والمقاصد وحملها على أسوأ المحامل وحسن الكلام, واختيار الألفاظ الحسنة, وغيرها مما هو مسطّر في كتب الشمائل النبوية.
حري بنا ونحن نعيش مرحلة صعبة أن تُربى النفوس على هذه الأخلاق والآداب لتعود بالآثار الإيجابية على التفكير فيقود إلى أفضل النتائج العلمية والعملية الفردية والاجتماعية.
والمعلم الخامس: إشاعة ثقافة المقاصد الشرعية الكبرى ومصادر التلقي الأساسية والقواعد الشرعية التي تعتبر منطلقاً لدراسة عامة القضايا والحكم على الأشياء, لا شك أن إشاعة هذه الثقافة تحدد المنطلقات, وتضبط المسار, وبالمثال يتضح المقال - مع أن الأمثلة لا تحصى - معرفة قواعد صحة الأحاديث النبوية, فإذا أشيعت هذه القواعد, أو على الأقل عُرف أن تصحيح الأحاديث وتضعيفها مبني على قواعد دقيقة, أقول: إن معرفة ذلك سيقي كثيرين من أن يخطئوا على أنفسهم فيتجرأوا على قبول حديث أورده من تلقاه أنفسهم, أو مما يرونه في عقولهم, فقد يوقعهم في الوعيد الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) وفي رواية صحيحة أخرى: (من قال عليَّ ما لم أقل، فلْيتبوَّأ مقعده من النار), وأعيذ الجميع أن يقعوا في ذلك.
ومثل ذلك: الحكم بالحل أو الحرمة, أو بالصحة والفساد.
المعلم السادس: نشر ثقافة: فقه الاجتماع ونبذ الفرقة والاختلاف وأن هذا مقصد من مقاصد الشريعة, ومن فوائد هذا الفقه أن يترك الإنسان - عالماً أو غيره - ما يراه راجحاً إلى ما يراه مرجوحاً إذا كان هذا الترك ينصب في منظومة الاجتماع, وكان لهذا من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيب فبناء الكعبة شاهد على ذلك, وعدم قتل المنافقين, وبعض التعامل مع اليهود, وغيره كثير.
وهذا لا يعارض معرفة: فقه الخلاف المحمود, بل يعين على معرفته فالاجتماع مقصد شرعي, والخلاف يحل بآدابه إذا وقع, كما هو الأنموذج الأمثل في تعامل الصحابة رضي الله عنهم, وهذا في القضايا الشرعية, أما القضايا الاجتهادية في المصالح الدنيوية من باب أولى وأحرى.
أعتقد جازماً أنّ هذا الفقه والسعي إليه يقود إلى الروية والرزانة, والهدوء في التفكير بل في القول والعمل دون شطط أو انحراف.
المعلم السابع: الاجتهاد في العمل في المصالح المجمع عليها, وهي كثيرة جداً, والتعامل مع المختلف فيه من واقع فقه الخلاف وآداب التعامل معه, وهذا مكمل للمعلم السادس, وإذا أردنا أن نذكر هذه المصالح فلا يتسع لها المقام, ومنها عامة الشؤون الإسلامية والتعليمية والصحية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية، وكذلك المفاسد المتفق عليها كمفاسد الإرهاب والتدمير والمخدرات وجرائم الأموال والأخلاق وجرائم التقنية، وغيرها.
وكذلك: بعض المشكلات كمشكلة الفقر, والبطالة, والضعف الإداري في بعض المؤسسات, والرشوة, ومشكلات الأرامل والمطلقات وغيرها.
هذه بعنوانيها متفق عليها فيسهم كل واحد بشيء من التفكير الهادئ دون القدح في الآخرين الذين يشاركونه في جوانب أخرى, أحسب أن هذا مما يؤدي إلى تخفيف سلبيات حدة التفكير واضطرابه.
المعلم الثامن: تدريب النفس على عدم التسرع والمشاركة لذات المشاركة وإنما تدرب النفوس لاستكمال عناصر الفكرة فلا يكتب الكاتب, أو يتحدث المتحدث إلا بعد أن يتأمل الفكرة وعناصرها المختلفة وبخاصة إذا كانت الفكرة المطروحة لها أثر على المجتمع بعامة، فقد يكون قوي الحجة ثم ينحو بها منحنىً خطيراً قبل أن تكتمل العناصر، وهنا أذكر بقوله عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح -: (من سنّ في الإسلام سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيء, ومن سنّ في الإسلام سنّة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيء).
المعلم التاسع: لماذا أتحدث؟ ولماذا أكتب؟ ولماذا أشارك؟ ومن أخاطب ؟ عندما يسأل الفرد نفسه هذه الأسئلة ونحوها، فسيحدد لنفسه أهدافاً غاية في الأهمية تقوده إلى التفكير الهادئ الذي ينتج بإذن الله نتاجاً ينفع به نفسه, ومجتمعه, ويسهم في بناء وطنه وأمته، نحو المسار الصحيح, ويكون عامل بناء لا عامل هدم.
المعلم العاشر: وصية الله تعالى للأولين والآخرين: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} وهذه الوصية وردت في كتاب الله أكثر من مائة مرة, فتقوى الله تعالى من الوقاية وهي الحجز والمنع, ومنها حجز الفكر من أن يفكر في تردد واضطراب, فلا يقع الإنسان بتفكيره أو قوله أو عمله مواقع ترديه نحو المهالك والردى.
هذه معالم ضوئية أعتقد أنها عند العمل بها فردياً أو مؤسسياً أو اجتماعيا ً ستقود بإذن الله تعالى إلى الهدوء في التفكير وعدم التردد الذي ينتج نتاجاً يكون محلاً لفخر الجميع, منطلقاً من بناء واحد, معالجاً للمشكلات في اتجاه واحد, أو اتجاهات متوازية لا متضادة مع سلامة للنفوس, وتناصح وتعاون.
وقبل ختام هذه الأسطر أقول للسائل: شكراً لك على طرح هذه القضية المهمة, وإتاحة الفرصة لي للمشاركة في إثرائها وإن كنت أنا وإياك لم نسلم حتى في هذه الحوارية بيننا من نوع توتر ولكن خطوة لي ولك, ودعوة لغيرنا بل لمجتمعنا ومجتمعات المسلمين وبالأخص - علمائنا ومفكرينا ومثقفينا وكتّابنا وأصحاب الرأي والكلمة والإعلام فينا للهدوء المحرك للتفكير السليم وليس المقعد عن التفكير والعمل, والاجتهاد في ذلك, فأخشى أن لا تلملم السفينة جراحها فتكون نهباً لحوت القرش وأمثاله ومعاونيه أو استمرار الضعف, والتناحر, {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عليه توكلت}.
عضو مجلس الشورى