هل وصلت المازوشية إلى درجة التلذذ بقتل المئات والآلاف من الأبرياء الذين يقضون نحبهم وهم داخل طائرة مدنية، استطاع إرهابي تسريب شحنة ناسفة، أو طرد ملغوم أو حتى قنبلة زمنية فيها؟
لا بد من أن القادة والقائمين على هذه المنظمات الإرهابية التي تخطط لمثل هذه الجرائم المتخصصة في إيذاء الإنسانية، والتي تقيم الأفراح والاحتفالات عند نجاحها في إزهاق أرواح الأبرياء، يختزنون أحقاداً ضد البشرية، وإلا فلا يمكن أن يفكروا في التخطيط لمثل هذه الأعمال التي تتسبب في هذا الحجم من الضحايا.
قد تجد مبرراً لسقوط ضحايا في ساحات الحروب والمعارك المباشرة؛ لأن الذين يخوضون مثل هذه المواجهات معدون لمثل هذه المهام ويعرفون أنهم متجهون إلى مهمة إن لم يُقتلوا فيها فهم يقتلون غيرهم، وعلى أية حال هذه مهنتهم التي ارتضوا أن يعملوا بها، لكن لماذا تنتهي حياة إنسان مدني لا علاقة له بالقضية والمسألة التي تدفع شخصاً ما وجماعة متطرفة إلى استهداف جماعة من البشر وتهدد أمنهم وسلامتهم وهم لا علاقة لهم بكل ما يجري؟
لقد تنوعت أساليب وطرق الإرهابيين الذين لا يفرقون بين من يعادونهم في الأفكار والمواقف والمدنيين الأبرياء الذين وضعهم حظهم العاثر في طريق إجرام هؤلاء الإرهابيين، بالطريقة القديمة الجديدة التي تمثلت في إرسال طرود بريدية تحوي مواد متفجرة لا تحتاج لتفجيرها سوى إلى صاعق أو إرسال رسالة عبر جوال لتقع الكارثة ويسقط الضحايا الذين لا علاقة لهم بالصراع بين الجهة المرسلة لتلك الطرود ومَنْ أُرسلت إليهم.
إلا أن هناك يقظة أمنية ومهنية عالية اكتسبتهما الأجهزة الأمنية، خاصة التي كانت بلدانها أهدافاً لهؤلاء الإرهابيين؛ ما رفع من مستواهم المهني وجعلهم على درجة عالية من الكفاءة لاعتراض إجرامهم، كالأجهزة الأمنية السعودية التي أبلغت نظيراتها في الدول الأخرى ضمن سياق التعاون والعمل على حماية الإنسان أينما يوجد وأياً كانت هويته؛ ما يؤكد أنه مثلما يخرج من بين الأمم فئات قليلة منحرفة فإنه في المقابل هناك من هو أكثر منهم ممن يقدس الحياة البشرية ويعمل مع غيرهم من البشر والدول على حماية الإنسان وإحباط شرور الإرهابيين وإفشال مخططاتهم التي تعززها نفوس مريضة تفرغ أمراضها النفسية في أفعال إجرامية موجهة للبشرية جمعاء.