الجزيرة- ياسر الجلاجل:
قال الدكتور عبدالله الحمود أستاذ الإعلام بجامعة الإمام: إن حال العراق اليوم.. ليس كحالها بالأمس.. استدعى الأمر وقفة الأشقاء.. ونداء الأخوة العربية والإسلامية ووحدة المصير. ولأن المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد.. كان نداء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله.. للقيادات العراقية وللشعب العراقي الأبيّ العربي المسلم، بأن يقدموا مصالح أمتهم ووحدتهم وأمنهم واستقرار بلادهم، على كل النزعات الشيطانية من الطائفية والحزبية، وأن يقطعوا دابر الفتنة.
وإذا كانت أمور الشعوب والدول تدار اليوم على أساس من المصالح الكلية، فإن نداء خادم الحرمين الشريفين يذكر باتجاه المصلحة، ويحفز الأشقاء في العراق على المبادرة لتحقيق تلك المصالح الكلية للعراق وللعراقيين، ويحثهم على أن لا يخطئوا الطريق، لأن على جنبات الطريق الكثير من مريدي الفتنة، ورواد اقتناص الفرص، والباحثين عن غفلة الشعوب لينالوا منها، ثم ليدعوها تواجه المصير المظلم ولوحدها حينذاك.
وما من شك في أن العراق اليوم بأمس الحاجة لمن يمد له يد العون.. ويسدي له النصح، ويتيح له البيئة المناسبة للحوار الحر الكريم من أجل أن يقرر مصيره على أساس من الوعي الكامل بمستوى المخاطر الكبرى التي يدور العراق في فلكها. ومن هنا، كما يبدو، جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين بأن يلتقي الأشقاء في الرياض، وليس تحت مظلة الرياض وحسب هذه المرة، ولكن تحت مظلة الجامعة العربية، في رسالة سيادية مهمة، أرادت المملكة أن تبعثها للعراقيين بأن وحدة الصف العربي مطلب حاسم اليوم في مواجهة التحديات الكبرى التي يواجهها الإنسان العربي والمواطن العراقي بوجه خاص.
الرياض.. العاصمة العربية التي تستند إلى تاريخ مجيد طويل من إنجازات الوفاق والوئام العربية ورتق الهوات العظام بين أشقاء عرب، تفتح قلبها اليوم للعراقيين، لتكون لهم فرصة تاريخية لكبح جماح الطامعين، ولتفويت الفرصة على مريدي الفتن والخراب للشعوب وللدول الآمنة المستقرة. ولا شك في أن هؤلاء المريدين للويل والثبور بالعراق غير محددي المعالم، بالضرورة، وليسوا شيئاً واحداً، أو طائفة واحدة، بل هم من هنا وهناك، من عصابات الشوارع والمفسدين في أرض العراق، إلى تكتلات دولية كبرى لها مصالح إستراتيجية في زعزعة أمن المنطقة وأمن العراق، ومروراً بدول صابئة على النظام الدولي لها أطماعها هي الأخرى في أرض الرافدين، وكذلك بتنظيمات القاعدة التي وجدت في العراق مآلاً استراتيجياً لتطوير مهاراتها في الاعتداء على الأنفس والممتلكات.
الهيبة العراقية، والتاريخ العراقي المجيد بإمكانهما اليوم، أن يعيدا تاريخهما بإذن الله تعالى عبر رحلة الوفاق العراقي على أرض الحرمين الشريفين.. فهل تستوعب العقلية العراقية مكاسب هذه الدعوة الكريمة، وتعمل على الإفادة منها لصالح العراق أرضاً وإنساناً وتاريخاً وحاضراً ومستقبلاً؟.. هذا ما سوف تكشف عنه الأيام القليلة القادمة.