الجزيرة - سعود الشيباني

في حادثة تعد الأغرب من نوعها وتنم عن عدم احترام الجوانب الإنسانية لبعض المرضى والمعاقين من المتسولين بقيامهم باستئجار المعاقين مقابل مبالغ مالية بهدف استعطاف القلوب الرحيمة ونهب الأموال بطرق غير مشروعه.

وتعود تفاصيل الحادثة الخطيرة لكشف اللجنة الأمنية لمكافحة التسول بشرطة منطقة الرياض بعض أساليب وتحايل بعض المتسولين بعد القبض على وافد قدم للمملكة متسللاً ترافقه طفلة معاقة في السنة الرابعة من العمر، حيث كشفت الحملة الأمنية لمكافحة التسول عن قيام الوافد باستئجار المعاقة من دار المعاقين في اليمن والتسول بها في الرياض بعد رصدهم لحالة الطفلة المعاقة وتكرر وجودها أكثر من مرة في الرياض ومع أشخاص لا يمتون بصلة لمن قبلهم، خلال عمليات قبض على المتسولين بالحملات التي نفذتها شرطة منطقة الرياض في عمليات دهم وضربات استباقية تنفذها الشرطة خلال العام الجاري بعد تغيير إستراتيجية عملية ملاحقة المتسولين التي تشكل خطورة أمنية واجتماعية وصحية. وأكد المتسول في تصريح ل» الجزيرة « عن استئجاره للمعاقة من دار المعاقين باليمن وقدم للمملكة متسللا قبل شهر رمضان، حيث تعاطف معه عدد من الناس وجنى مبالغ من المال يصرف جزءا منه للمعاقة وأهلها، مشيراً إلى أن حالة الطفلة التي تعد غريبة قد ساهمت في استعطاف الناس بشكل كبير جدا.

وبين المتسول أن له بالرياض أكثر من أربعة أشهر جمع مبلغ مالي تجاوز مائة ألف ريال قام بتحويلها لبلده عن طريق أشخاص من أبناء جلدته مقابل خمسون ريال عن كل ألف ريال حيث يصعب عليه تحويلها لعدم وجود إقامة.

وكشف المتسول أن حالة الطفلة المعاقة سببت له مشكلة نفسية، حيث إنها لا تستطيع القيام بحالها في حالة طلب دورة المياه أو الأكل والشرب.

وأكد المتسول تعرضه لعروض من قبل متسولين باستئجارها داخل الرياض بالشهر مقابل (15) ألف ريال ولكني رفضت بسبب خوفي على تعرضها لمشكلة وهي تحت عهدتي ولا بعد من إعادتها وتسليمها لذويها ومن ثم دار الحضانة باليمن.

وقال المتسول إن عملية استئجار المعاقين من دار المعاقين باليمن بدأت في الظهور مؤخراً، حيث يتم الاتفاق مع أهل المعاق على السفر به للسعودية بهدف التسول ومن ثم يقوم أهله بأخذه من الدار وتسليمه لمن اتفق معه والسفر به.

مشيراً إلى أن أفضل طريقة لعملية التسول هو استئجار المعاقين الواضحة إعاقتهم بشكل لافت للنظر، بعد أصبحت عمليات تركيب أطراف صناعية والتمثيل بأمراض غير مجدية فالقيام باستئجار الأطفال المعاقين يشكل دخلا مربحا ويجبر الناس على المساعدة المالية لان الأطفال يستعطفون الناس أكثر من الكبار.

وأكد المتسول أن هذه الطفلة تشكل اكبر دخل من بين المعاقين بسبب حالتها التي تستعطف القلوب الرحيمة مشيراً إلى أن أكبر مبلغ حصل عليه من قبل مواطن سعودي أمام إحدى الإشارات المرورية بالرياض ثلاثة آلاف ريال في شهر رمضان المبارك وأمام أحد الأسواق التجارية قامت مواطنة سعودية بسحب أساور ذهب من يد طفلتها وتسليمها للطفلة المعاقة وقمت ببيعها فورا بمبلغ (1850) ريالا. وبين المتسول أنه طوال الرحلة من اليمن حتى الوصول للرياض كل منطقة يسلكها يقوم الناس بإعطائه مبالغ مالية بسبب حالة المعاقة الواضحة للعيان.