قدم الأستاذ الدكتور عبد الله الغذامي عضو الهيئة الاستشارية لجائزة زايد للكتاب استقالته من الهيئة إثر ما ورد بشأن كتاب (مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن) للدكتور حفناوي بعلي الصادر عام 2007م الذي فاز بالجائزة عن فرع الأدب للعام الماضي بعدما تبين سطوه على كتاب الدكتور الغذامي: (النقد الثقافي: قراءة في الأنساق الثقافية العربية) الصادر عام 2000م، رغم ألا مسؤولية مباشرة أو غير مباشرة للدكتور الغذامي في عبور كتاب الدكتور بعلي للفوز بالجائزة؛ فلم يكن مُحكِّما، ولا دور للهيئة الاستشارية في أعمال التحكيم التي تسند عادة لثلاثة محكمين من ثلاث دول بصفة سرية ولا يعرف واحدهم الآخر كما لا علاقة لهم بذوي التآليف المرشحة، وقد أثبت الدكتور الغذامي باستقالته أنه رجل مواقف شاء أن يحتمل مالا شأن له به، وكان بعض الصحفيين والكُتَّاب قد خلطوا أدوار الاستشاريين والمحكمين دون وعي بالفواصل الكبيرة بين المحكم والاستشاري
وقد بعث الغذامي استقالته للأمين العام للجائزة الأستاذ راشد العريمي بعدما أودعها الصحف ليضع أمانة الجائزة أمام الأمر الواقع ؛ حيث بذل الأستاذ راشد وأمانة الجائزة ومسؤولوها جهودا مضنية لثنيه عنها، لكنه أصرّ عليها وقال في خطاب الاستقالة:
(من قبل خمسة عشر قرناً، قالها الحارث بن عباد:
لم أكُن من جناتها علم الله وإني بحرِّها اليوم صال
وكنت أنا قد قرأت البيت قبل نصف قرن وأحسست برهبة اللحظة ورعب المعنى، ولم أكن أعرف أن له معي موعداً يحدد به علاقتي مع جائزة الشيخ زايد، وأنا مثل الحارث لم أكن من جناتها ولكن نارها لا تفك عني، ولذا فإن ما جرى لا يتيح لي فرصة إلا أن أتخذ موقفاً يعطي اللحظة حقها«...» لذا فإنني أقدم لكم استقالتي من عضوية الهيئة الاستشارية للجائزة «...» وأختم بالتركيز على الثناء على قراركم الشجاع والشفاف في سحب الجائزة، كما أنني ممتن ومرتاح الضمير حيث تقبلتم طلبي في أن تتم المداولات بعيداً عني وعن مشاركتي «...»)