اعترفت الشركة السعودية الموحدة للكهرباء، بأن موظفيها هم السبب في عدم وصول فواتير الكهرباء للبيوت، وأوضحت أنها سرَّحت هؤلاء الموظفين من العمل، ظنَّاً منها أن هذا الاعتراف أو هذا التسريح سيحل هذه المشكلة العويصة.
على شركة الكهرباء أن تعرف، أولا وقبل كل شيء، أن هذه ليست مشكلة جديدة، بل هي أمُّ مشاكلِنا معها. فمنذ عرفنا الشركة وإلى اليوم، ونحن لا نثق بالقراءات التي يقرأها العدَّادون (شهر نراه وأربع أشهر، الوجه من الوجه أبيض)، أما الفاتورة، فلا تصلنا إلا بشق الأنفس. وحالياً، معظم الناس يسددون فواتيرهم (على عماها) عن طريق الصراف أو الإنترنت، خوفاً من قطع الكهرباء على بيوتهم.
ثانياً، هل تسريح الموظفين الذين لا يقرأون العدادات أو لا يوصلون الفواتير، هو الحل؟! ما ذنب الموظف، إن لم تدعمه الشركة بمميزات ومحفزات وضمانات، تجعله يقبل على العمل بأمانة وإخلاص؟! لماذا لا تجعله يشعر بأنه هو واجهتها وممثلها، بدل أن تتعامل معه كفرَّاش يصب القهوة والشاهي لمشتركيها، (مع احترامي الشديد لكل فراشينا الأحباء)؟! هل تظن الشركة أن تحميلها أخطاءها على هذه الفئة من الموظفين البسطاء (وكما هي عاداتها)، سينطلي علينا أو سيجعلنا نعفيها من المسؤولية؟!
ثالثاً، من يعوِّض المشتركين عن الأخطاء التي ارتكبتها الشركة في هذا الجانب، وهل لو تقدم أحد المشتركين بشكوى تتضمن عدم وصول الفاتورة أو القارئ لبيته سينظر أحد في شكواه، أو سيجعلونه» يمسك الدائري»، مثلما يفعلون مع الجميع!