لأن المملكة تجمع ولا تفرق، ولأن قادتها وبالأخص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يضع ما يهم إخوانه العرب في مقدمة اهتماماته، ويُعد همومهم أحد أكثر الهموم الواجب التصدي لحلها ومعالجتها حتى لا يعترض طريق استقرار بلادهم وأمنها وتنميتها أية عقبة تحول دون تحقيق الدول العربية لأهدافها في حياة كريمة لمواطنيها.
ودعوة خادم الرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز العراقيين إلى أراضي المملكة العربية السعودية، حيث يلتقون في الرياض بيت العرب يبحثون قضاياهم وهم محاطون بحب وتقدير كل السعوديين وأمانيهم ومعهم كل العرب المخلصين والمحبين للعراق والعراقيين.
ومبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي ترجمت بصدق ما يكنه المليك من حب وحرص شديدين على العراق الكيان والدولة الرائدة والوطن، مأوى الحضارات، وقيم التسامح والأعرشاق المتعايشة.
قلب عبدالله بن عبدالعزيز يملؤه الانتماء لأمتنا العربية والإسلامية وطموحاتها، فهذا القلب المفعم بالإيمان وبقدرة الإنسان المخلص لدينه ووطنه قادر على إنجاز وتجاوز كل الصعاب ولثقته ومعرفته بقدرات ومواقف الغيورين من أبناء الشعب العراقي الشقيق الحريصين على وحدة العراق وعزته وأمنه وازدهاره والمساهمين دائماً بقوة في خدمة أمتيهم العربية والإسلامية، ولأنه واثق من غيرة العراقيين وقدرتهم على التضحية وتأكيد تفانيهم لتأدية الواجب الملقى على عاتقهم.
وخادم الحرمين الشريفين معزز بهذه الثقة، ومنطلق من حرصه على وحدة الأمة العربية والإسلامية، ولمكانة العراق وطناً وشعباً لدى القيادة السعودية والشعب السعودي وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز دعوته للرئيس العراقي جلال الطالباني وجميع الأحزاب التي شاركت في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والفعاليات السياسية للقدوم إلى وطنهم الثاني المملكة العربية السعودية وفي مدينة الرياض بعد موسم الحج المبارك وتحت مظلة الجامعة العربية للسعي إلى حل كل معضلة تواجه تشكيل الحكومة العراقية التي طال الأخذ والرد فيها.
في الرياض وفي ظل حنو واهتمام وتعاون صادق من القيادة والسعوديين جمعياً الذين يجدون أنفسهم بمسافة واحدة من كل الأطراف والمكونات العراقية، يدعو خادم الحرمين الشريفين كل الساسة العراقيين الذين ينتظر منهم أن يبرهنوا على نقاء المعدن العراقي وعلى إبداء أكبر قدر من المسؤولية من خلال امتلاك زمام القرار العراقي المستقل، قرار جدير به أن يتحلى بالحكمة وضالتها.
نداء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز جاء في وقته، وهو نداء صادر من قائد محب وإلى شعب يستحق الوقوف معه، وعلى الخيرين من العراقيين أن يستثمروا هذه الفرصة التي قد لا تتكرر، وهي مسؤولية تاريخية سيوثقها التاريخ لمن يستجيب معها ويتعاون بإخلاص لإنجاحها.
JAZPING: 9999