إجماع القادة السياسيين في العراق وقبلهم المواطنين العراقيين على الترحيب بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لأصحاب الشأن السياسي العراقي للقدوم إلى المملكة العربية السعودية وللرياض بالذات (بيت العرب) لبحث العراقيل التي تعترض تشكيل الحكومة العراقية التي تهدد ليس بإبقاء العراق في دائرة خطر التفتيت والتجزئة فحسب، بل رهن قراره السيادي لدولة مجاورة تجرأتْ إلى حدِّ الاعتراض على مَن يُشكِّل حكومة العراق، وتفرضُ شخصاً آخر تنتظر منه أن ينفذ أجندتها الخاصة بجعل العراق درعاً يحمي تلك الدولة من المحاسبة الدولية لتجاوزاتها الكثيرة.
دعوة خادم الحرمين الشريفين اعتبرها العراقيون وكلُّ مَن يتمنى الخير للعراق طوقَ نجاة للعراق الوطن والشعب، تنجيه من خطر التفتت والتجزئة وتحميه من احتراب الطوائف والتشتت، ولهذا جاءت الاستجابة شبه كاملة من كل الأحزاب والكتل السياسية. أما التردد وتلكؤ حزب أو فريق سياسي فيُنظر إليه إلى أنه تردد وقتي لن يستمر طويلاً، لأنَّ ذلك الفريق لا يمكن أنْ يغامر بأنْ يبقى خارج السرب العراقي ويعزلَ نفسه بنفسه، كما أنَّ عدم الاستجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين التي تتم تحت مظلة الجامعة العربية وترحيب جميع دول الجوار العربي ودول الإقليم، يعني أن هذا الحزب وذاك التنظيم الذي لا يتعامل معها إيجابياً يُخْرِجُ نفسه عن منظومة العمل العربي والإقليمي.
وهكذا، فإنَّ مبادرة خادم الحرمين الشريفين التي تحظى بكلِّ هذا الدعم والمساندة لمعرفة كلِّ الأطراف الإقليمية والعربية والعراقية لصدق وإخلاص الملك عبد الله بن عبد العزيز، تقتضي من الإخوة العراقيين ليس فقط إعلان التأييد والمساندة، بل أيضاً العمل على الاستفادة القصوى من هذه المبادرة كطوق نجاة يمثل الفرصة الأخيرة لإنقاذ العراق، مع التأكيد بأنَّ كل من يعرقل هذه المبادرة إنَّما يضع نفسه في خدمات أجندات أعداء العراق والذين لا يريدون له الاستقرار والعودة إلى لعب دوره القومي المؤثر.