الجولة التي قام بها الوزير الربيعة قبل أيام تذكرنا بما يرويه الآباء عن الوزير القصيبي رحمه الله حينما كان وزيراً للصحة في عصره..

هيبة ووقار.. يختزنها الربيعة نتيجة مشوار طويل من الخبرة والعمل الدؤوب والتدرج الإداري.. تلك السيرة جعلت من الربيعة أن يبتعد عن المباهاة وارتداء البشوت الملونة والبعد عن مرافقة حشد كبير من مسؤولي الوزارة كما يصنعه البعض؟

الصحة ليست بحاجة إلى تطمينات مفبركة بقدر ما هي بحاجة إلى عمل مرسوم على أرض الواقع.. وهذا ما كنا نفتقده في هذه الوزارة..

الصحة.. كلف لها من يستحق الاحترام لرجل صنع معجزات كبيرة مع زملاء مميزين.. ولهذا كسب احترام القيادة في تكليفه بدفة الوزارة.. والجميل حينما تستعرض الأسماء المرافقة مع الوزير فهم ذوو اختصاص وحيوية تحمل أسماء جديدة (شبابية).

والمشكلة التي نعاني منها في غالبية القطاعات تمسك البعض من الوزراء بكبار السن ممن لا يستطيعون مع تلك السنين التجديد ومواكبة التطوير..

جاء الوزير للصحة والتركة محملة بالهموم التنظيمية والإدارية والطبية التي تحتاج إلى جرأة اعتدناها من الربيعة أن يتخذ التطوير والتجديد في كل منهج.. ليحرك الوزارة إلى عهد غازي القصيبي رحمه الله..

الثقة في البرفيسور الربيعة كبيرة كما عهدناه في مدينة الملك عبد العزيز الطبية أن ينقل الوزارة نقلة نوعية في الخدمة الطبية بالاستفادة من الخبرات الجديدة الشابة المتتلمذة على يديه..

منصب وكلاء الوزارة.. هي هم يشغل المهتمين بنجاح الصحة لأنهم وقود كبير للتغير والتطوير..فمثل هذه المناصب تحتاج إلى دماء جديدة تفعل النظريات والعمل المخلص بعيدا عن البريستيج الذي يصنعه بعض أولئك الذين أكل الدهر وشرب عليهم..

في الأخير هي مناصب غير احتكارية مثلها مثل مدراء العموم بدءا من مكتب الوزير إلى مدراء الشؤون الصحية.. والذي عمد الوزير إلى التجديد في بعضها..

الفكر الذي يحمله الربيعة كافٍ إلى أن يتفهم المطالبة بالتجديد حتى تنهض وزارته إلى السمو الذي منحه المليك بأن يقود الوزارة..

وزارة الصحة كيان كبير يحتاج إلى تكاتف مع الوزير من عقول مخلصة نظيفة النوايا لكي تجعل من الوزارة تميزاً فريداً من نوعه..

وحينما اعترف الربيعة بأن الوزارة تحتاج إلى اعتمادات على أقل تقدير في التكلفة السريرية كتكلفة دولة البحرين الشقيقة للسرير الواحد بما يقارب الألفي ريال.. فذلك يدل على ثقة الوزير في نفسه..

مشكلة الربيعة أنه يسعى لتصحيح الأخطاء الطبية الذي سبقته في سمعة بليت بها الوزارة حول الأخطاء الطبية التي عهد عنها قبلا وعن سوء الخدمة الطبية وفق منظور كثير من النقاد..

المجمعة وسدير والزلفي والقصيم احتضنت شيخ المشارط الطبية العالمي الربيعة دونما تكلف أو تزلف أو إعلام باهر.. إنها جولة تطلعية تقييمية على أرضية المباني ومحتوياتها لكي يصل الربيعة إلى أخذ نبذة عن أسلوب تلك الأجهزة الرديئة في غالبيتها وعن الكوادر الطبية والتمريضية..

التغير ليس صعبا في ظل ملك يجدد وملك يدفع بالتنمية إلى أزهر عهد رغم ما يحيط بالعالم من ضرر اقتصادي كبير..

المؤمل من الربيعة أكثر مما يتصوره هو في ذاته.. الثقة فيه كبيرة وننتظر مزيدا من المشورات ذات فكر عقلي إداري وطبي وإعلامي.. دامت جولاتك موفقة وسديدة أبا خالد.

إعلامي