قرأت مقال الكاتب المبدع محمد بن عبدالعزيز الفيصل في الجزيرة في عددها 13867 في 7 من شوال 1431ه بعنوان (أسئلة ل»عيون وآذان») ومقاله في العدد 13877 في 17 من شوال 1431ه بعنوان (الإساءة للمجتمع مصلحة من..؟!) وقد أحسن الكاتب وأجاد.
ووافق أن قرأت المقالين بعد زيارات لي إلى مصر واليمن والسنغال، حيث وجدت أن أهل تلك البلدان (يحافظون) على أزيائهم وعاداتهم محافظة قوية، وأن مظاهر الحضارة المادية في: المخترعات الحديثة ونظم الإدارة والصناعة والعمران لم تؤثر على أخلاق وعادات مدن كثيرة وأرياف متعددة في كل بلد من تلك البلدان وغيرها.. فالحجاب بغطاء الوجه ونمط خاص من الثياب هو سمة الملايين في عشرات الدول فلماذا وكما قال أخي الفيصل: يستنكر على المرأة (السعودية) استعمال النقاب والتندر به؟!.. هل نحن بدع من العالم، أو أن أجدادنا منذ قرون كانوا على حال تخالف ما نحن عليه وبخاصة في مجال ليس المرأة أو تعاملها مع الرجال.
ثم إنَّ المسلسلات التي عرضت في رمضان في القنوات الفضائية والمسلسلات التي تعرض اليوم في بعض القنوات لا تمثل مجتمعنا، ولا تُصوِّر واقعه، بل هي افتراء ومبالغات ليس لها رصيد من الواقع، وإذا كان المجتمع يعيش في أمان وسعادة وقناعة بمثله وقيمه وأخلاقه فلمصلحة من يساء إلى ذلك المجتمع وتُشَوَّه سمعته؟!.
وهل مجرد (النكته) وإضحاك المشاهد هدف أساس يستحق شراء وعرض المسلسلات؟!
إنّ مجتمعنا السعودي لا يرضى بحال أن يكون مجرد نكته، فما أن يراه أحد في خارج بلادنا إلا كان -وكما ذكر الفيصل- مجالاً للقهقهة وتعالى الأصوات الساخرة، وكل ما في الأمر أن الناس هناك فهموا -من المسلسلات- أن المجتمع مُهرج متخلف لا يفقه سبل الحضارة والتطور ولا يجيد التعامل مع ما جدَّ من نظم وآلات ونظريات حديثة.. شكراً من الأعماق للفيصل والجزيرة ودعاء بالتوفيق والسداد.
عبدالعزيز بن صالح العسكر – الدلم