والدي متزوج من زوجتين الثانية والدتي ومشاكلنا من زوجة والدي لا تنتهي وأعظم ما يقلقني الآن هو فعل إخواني من والدي وسوء أخلاقهم فهيئتهم هيئة متدينين، ولكن لا تسل عن أفعالهم حيث التحرش الدائم بالخادمات ولم يسلم حتى أشقائي من تحرشهم يا دكتور وأقسم أنني في حال لا يعلم بها الا الله، ولا أدري ماذا أفعل ولا كيف أتصرف فوالدي يثق فيهم كثيراً وأخشى على صحته إذا علم بالأمر، وأحد هؤلاء الإخوة تخرج من كلية مرموقة وينصحني دائما بالغش في الاختبارات يقول: إن الحياة لا تحتاج لتعب فقط ذكاء وتحايل, فما هو الحل؟
ولك سائلتي الفاضلة الرد:
أيتها الفاضلة أؤكد عليك ابتداء بالتثبت وعدم الاستعجال وأربأ بك أن تكوني مما يقع في الأعراض بمجرد الظن أو عدم الموافقة فما تحدثت عنه أمر عظيم وخطب جلل وفعل تتنزه عنه الهوام والسباع الضارية، وقد كدت أصعق بعدما أتممت قراءة رسالتك فلا أجهل أن للبشر نزوات وغدرات وأخطاء ولكن ما يفعله أخواك -إن كان الأمر كما قلت- جناية عظيمة وذنب تخر له الجبال هدا ولا حول ولا قوة إلا بالله وأقبح من هذا عندما يفعل هذا من يتستر بالدين وينتسب زورا لأهل الصلاح، وإطلاق اللحى لم ولن يكون شرطا للتدين الحق، فالتدين الحقيقي لا يتوقف على إطلاق اللحى وتقصير الثياب فحسب، بل يرتبط بالخلق الحسن وكف الأذى ومراقبة الله، والخطوة الأولى في الموضوع أن تتحدثي مع هذا الأخ بقوة وحزم وأن تذكريه بالله وأن ما يفعله لا يليق ببشر ولا يرتكبه شريف وأن الأمر إذا تكرر فسوف توصلين الخبر إلى والدك وليستشعر ضراوة إصرارك على وقف السلوكيات الشائنة والتصرفات القبيحة فإن آب وانتهى- فالحمد لله- وإلا فالكي هو آخر العلاج، والأمر أصبح يستدعي قدرة أقوى من قدرتك وإرادة أمضى من إرادتك ولعل أحد المرشحين لهذه المهمة أحد الأعمام أو الأخوال الأقوياء وإن لم يوجد فاستعيني بالله وواصلي لوالدك جزءا من الحقيقة وهو الأقدر بعد الله على كف الأذى مع الحرص على تنبيه الصغار بعدم الانفراد مع هذا الأخ ومتابعتهم ما أمكن ولا تنسي إخوانك من دعاء في ظهر الغيب أن يصلح أحوالهم ويفتح على قلوبهم ويهديهم إلى سواء السبيل وتذكري أن خير وسيلة للانتقام ممن أساء إليك هو ألا تكرري أخطاءهم وتنجرفي إلى وحل حقارتهم ودنياهم فامسكي لسانك ولا تتحدثي عنهم لكائن من كان, ولكل من سلك سبيل إخوانك أقول: إن هناك أمرين سيئان يحدثان لمن يفعل أمثال تلك الطوام:
أولاً: أن يشعر بالذنب، ويلتهم الإحساس بالندم روحه.
ثانياً: سوف يكشفه الآخرون، عاجلاً أم آجلاً ويسحبون ثقتهم به».
وكلا الأمرين موجع ومؤلم.
وقبل النهاية وددت التعليق على موضوع الغش فقد أعجبني منطقك في الرد على أخيك فالحياة لا تجامل أحدا فلها سنن ثابتة ونواميس لا تتغير وما بني على باطل فهو باطل والاستثناء لا يكسر القواعد فلا شيء يمكن تحقيقه ما لم نبذل جهدا، والأمور تتغير إذا تغيرنا نحن، والحياة لم تكن في يوم منحازة لأحد إنما هي قوانين وسنن تؤكد لنا يوما بعد يوم أن ليس هناك غداء مجاني!! ولا عجب فالدنيا لا تعرف الشفاعات ولا تُفضّل أحدا على أحد، بل تناديك وبأعلى صوت قائلة: سأعطيك ما تريد شرط أن تكون مستعدا لدفع الثمن! فالناجحون قد بذلوا..
شعاع:
الذي لا يتحرك ولا يطبق حلولا جديدة عليه أن يتوقع مصائب جديدة.