أنا مطلقة عانيت في زواجي السابق لكنني- ولله الحمد- تطلقت وتحسنت أموري ولي أخت كذلك قاست من زوجها وعانت الأمرّين وانتهى بها الحال للطلاق، وأنا خائفة من تكرار تجربة الزواج لأنه لا يتقدم لي إلا المتزوجون وأنا مترددة خوفاً من تكرار تجربتي وخشية ظلم الزوجة الأولى وخوفاً من أن يكون الزواج لتأديب الزوجة الأولى فقط ثم أُطلّق بعدها.
أرشدني أرجوك..
ولك سائلتي الفاضلة الرد:
تخيلي أن طليقك قابل شخصاً يستنصحه عن تكرار تجربة الزواج... فنصحه بعدم الإقدام! وبرر لهذا تجربة سابقة خاضها.. وقال له مبرراً: إن النساء كلّهن من طينة وحدة! أظنكِ أول من يستنكر هذا المسار الفكري!
لاحظت أنكِ عممتِ تجربتك رغم عدم وضوح معالمها! وعممتِ تجربة أختك بالرغم من أن هناك أكثر من تفسير لطلاقها غير ما استقر عندك!
ومن أقرب التفاسير أنها هي سبب الانفصال! تخوفت من أن يكون المتقدم إليك زوجاً ينتقم من زوجته وأنه سيجعلك أداة للانتقام! وقد تزوجها ليؤدب زوجته!
دعينا نحلل هذا الرأي بالبحث عن بدائل أخرى، فلعله طلقها بعدما أعيته الحيلة في تأديبها! دعيه يؤدب زوجته إذا كانت قد أخطأت وتمادت في الخطأ واملكي قلبه وعقله فهو حق مكفول لك! وعليها أن تتحمل مسؤولية تراخيها وليس ثمة مسؤولية أدبية ولا شرعية تلحق بك وليس من شأنك التوسع في هذا الشأن بحمل الكرة الأرضية على رأسك!
أختي إن الاستغراق في التفاصيل بتفكير ذي صبغة سوداوية وبزاوية ضيقة نتيجته الإحجام والبقاء في دائرة ضيقة!وهذا خطأ ثان من أخطاء التفكير وهو ما يسمى ب(التصفية الذهنية)، حيث التركيز على النقاط السيئة وعدم الالتفات إلى الدوائر البيضاء.
أختي الكريمة إن ما أباحه الله لن يلحقه ظلم ولن يتبعه لوم فتحرري من كل المعتقدات السلبية تلك!
أختي ما أنصحك به هو أن تسألي نفسك أمثال تلك الأسئلة!
كيف أكون إنسانة أفضل؟
ما هي الأشياء التي إن فعلتها سأصبح زوجة أرقى؟
ماذا ينقص شخصيتي الآن حتى تكون أكثر جاذبية؟
وما أجمل قول أحد علماء النفس الرائعين في معرض نصيحته للباحثين عن السعادة حيث أكّد على أن السعادة الحقيقية في حياتنا تأتي عندما نتصرف كما لو كنا سعداء، وإذا لم نستشعر البهجة فعلينا أن نعيش كما لو كنا مبتهجين!! وقال: إن هذا التظاهر بالسعادة والابتهاج يخفف عن النفس بعض شقائها ويعينها على احتمال الحياة.
ومن المعلوم أن أول نصيحة يوصي بها الطبيب الشخص الذي يعاني من الأرق هي الاستلقاء على السرير فترة الأرق وسيكسب استرخاء الأعضاء، وبذلك سيحقق بعض ما يحققه النوم الطبيعي من راحة وتجديد فما لا يدرك كلّه لا يترك جلّه.
استعيني بالله واطوي صفحة الماضي وركّزي على مستقبلك، أنقذي نفسك من سجن التشاؤم وتحرري من قيد التعاسة، فقد تجرعت من العلقم ما يكفي، وقد آن الأوان لأن تنفتحي للحياة فنحن لا نستطيع أن نغير الأمس أو نعدل في تفاصيله وليس من العدل أبداً أن نعيش كضحايا للأبد، فالسعادة رحلة وليست هدفا.. تذكري دائماً وأبداً تلك الحكمة الجميلة القائلة: (إن من يتقن فن العيش مع نفسه لن يعرف البؤس أبداً) تفاءلي وأحسني الظنّ بخالقك، هناك ستجدين أن للحياة معنى أجمل.
شعاع:
كل شخص ناجح التقيته قال لي: حياتي بدأت عندما بدأت أثق بنفسي.