الجملة أعلاه هي عنوان لأحد مؤلفات الدكتور برايان تريسي؛ لم أرغب في استخدام الترجمة الحرفية للعربية لأنها ستفقده المعنى الحقيقي الذي يحمله. تبادرت إلى ذهني هذه العبارة أثناء زيارتي لنادي الفنون في عمادة السنة التحضيرية للطالبات بعليشه، حيث أدهشتني كثيرا تلك العقول النيرة المتطلعة التي يمثل العمل الفني لديها احتراف، فكرة ومعنى؛ وبعد انتهاء اللقاء كان انضمامي إلى مجموعة التصوير الضوئي في إحدى حلقات النقاش الأسبوعية وبوجود أ.فرح النعماني المشرفة على النادي، كانت كل طالبة تعلق بطاقة باسمها تناقش وتتقبل النقد بكل رحابة صدر كانت التجهيزات التقنية متوفرة لعرض الصور، كما أن عناصر لغة الحوار متكاملة والأهداف الجماعية واضحة ومتفق عليها، رغم صغر سنهن إلا أنهن أبهرنني باطلاعهن على كل ما هو جديد في عالم التصوير الضوئي والمسابقات العالمية، وكيف تحصل الطالبة على هذه الجرعة الثقافية المؤثرة في أقل من ساعة أسبوعياً. ومثل هذه الحلقات النقدية تساهم في صناعة الشخصية الفنية المرنة.
ثم كانت زيارتي الخميس الماضي لمباني جامعة الملك سعود وليس من رأى كمن سمع، حيث قام الدكتور عبدالعزيز العثمان عميد السنة التحضيرية بأخذنا في جولة تعريفية اطلعنا خلالها على الإستراتيجية التي تعتمد عليها الجامعة لتأسيس الطالب في أولى سنوات دراسته الجامعية، خاصة التركيز على الإبداع وتطوير الذات وهو الاستثمار الحقيقي في صناعة العقول المثمرة، ما شد انتباهي هناك في مبنى المعرفة هو الحرص على بيئة العمل والطريقة المدروسة فنيا وإنسانيا في اختيار الألوان وتغطية كافة الجدران بلوحات إيضاحية في قوالب بصرية تبعد عنها صفة الجمود، أن تشعر الطالب بأنه أكبر من مجرد تلميذ في قاعة الصف؛ ليفكر من منطلق أنه كذلك فتكون بهجة الإنجاز معه لا به فقط.
Hanan.hazza@yahoo.com