أخطيّه مفردة عراقية تعني الشفقة والرأفة بحال شخص ضعيف كما هي مفردة (لا حول) في لهجتنا المحلية أو (يا حرام) في أغلب اللهجات العربية، وأنا استعملها هنا لحالة (ملتبسة) تخص رجلاً كان جلاداً فأصبح ضحية تستحق الشفقة ولعل أشهر هذه الحالات في تاريخنا المعاصر هي حالة إعدام صدام حسين الذي يتفق العالم كله بأنه من أخطر جلادي العصر وذلك نظراً (لوجبات) الإعدامات التي قام بها ضد شعبه أثناء حكمه وكذلك دفعات الشباب الذين كان يسوقهم لمحرقة حرب انتهت بلا نتيجة تذكر سوى الأرواح الهائلة التي ألقى بها في أتون الحرب والتي يقابلها مثلها من الجانب الإيراني، كذلك الاجتياح اللاعقلاني لدولة شقيقة مجاورة كانت تدعمه طوال الحرب ونعني بذلك دولة الكويت المسالمة والتي لم تقدم سوى الخير له أو لغيره. ولكن حينما ركب رأسه ولم يستمع لا للأصدقاء ولا للأشقاء ولا لأي طرف يطلب منه الانسحاب وحدث ما حدث من اجتياح دولي للعراق العزيز وتم القبض عليه، أصبح شخصية أسطورية تعاطف كل العالم معه حين صدر حكم الإعدام عليه بما في ذلك من كانوا يكرهونه أو ضده من سائر العرب والمسلمين وبقية الأقوام الأخرى لا سيما وأن توقيت الإعدام جاء في يوم عيد المسلمين وكأن من جاؤوا على الدبابات من الخارج لحكم العراق أرادوا أن يكون (أضحية) في عيد الأضحى كأي (بهيمة) تذبح في ذاك اليوم، ولكن على أية حال لقد رحل صدام بمساوئه ومحاسنه وجاءت حكومة أشد إجراماً منه وأكثر انفلاتا أمنيّا فعّم الرعب والموت كل شارع من شوارع العراق ولعل ملف (ويكيليكس) خير شاهد على ما أقول.
وتمادياً في الإجرام والقتل ها هي ذات الحكومة تنقض حكماً صدر بحق المسؤولين الثلاثة (طارق عزيز وسعدون شاكر وعبد حمود) لتثبت الإعدام شنقاً بحقهم رغم معارضة ذلك مع حكم المحكمة القاضي بالسجن لكل منهم بتهمة (تصفية الأحزاب الدينية)، بالرغم من أن صدام حسين كان أشجع من محاكميه وحكومتهم حينما قال أنا أتحمل كل ما حدث من أخطاء وتلك أوامري إلا أن الحقد الأسود ها هو يطل من وجوه الجلادين الجدد ويطالبون بإعدام هؤلاء المسؤولين السابقين ونتمنى ألا يكون يوم إعدامهم هو عيد الأضحى أيضاً كما فعلوا مع صدام حسين مع أنهم أخطيه شيبان!!