لا أحد يستطيع أن ينكر بأن معظمنا سلبيون اتكاليون، خاصة فيما يتعلق بالتعاطي مع الآخرين، ابتداءاً من ثقتنا العمياء بالعاملة المنزلية والسائق، وحتى في عدم متابعتنا للمدرس الأجنبي لحلقات تحفيظ القرآن. فإذا كانت العمالة المنزلية قد بلغ تعدادها 2.5 مليون، فإن نسبة السعوديين الذين يدرسون أبناءنا في حلقات التحفيظ لا تزيد عن 5%، أما ال95% فهم أجانب يمثلون جنسيات عربية وإسلامية.
هذه الإحصاءات لا تؤكد ظاهرة الاتكالية فقط، بل تشير إلى خطر نائم لا نشعر به الآن ولكنه سيظهر حتماً على الأرض لاحقاً، سواءً من العمالة أو من مدرسي التحفيظ. كل هذا لا نهتم به، ولا نوليه اهتمامنا. أهم ما يهمنا، هو أن «نخلّص الشغلة»! أية شغلة هذه التي نريد أن نخلّصها؟! أهي أهم من مستقبل حياتنا وحياة أبنائنا؟! ألا نستحق ويستحق أبناؤنا شيئاً من التروي والمراجعة، قبل أن نُدخل العامل أو العاملة إلى بيتنا، وقبل أن نختار المدرس لحلقة تحفيظ قرآننا؟! ماذا سيدخل إلى بيتنا مع هذه المرأة وهذا الرجل الأجنبيين؟! وماذا سيدخل إلى عقول أطفالنا من هذا المُحَفِّظ الأجنبي؟!
بالله عليكم، بعد كل هذه الأشرطة والمحاضرات وبرامج القنوات الإسلامية عن فضل تحفيظ القرآن، ثم لا نصل إلا إلى نسبة 5% ممن يعملون في تحفيظ القرآن؟!! وبعد كل هذه المجهودات في تبيين حرمة الاختلاط بالأجنبيات، يكون في بيوتنا هذا الرقم المخيف من العاملات؟!! ألا ينطلق أحدنا مسرعاً بسيارته، حتى ليكاد يدهس الأطفال المتجهين للمسجد، لكي يلحق تكبيرة الإحرام؟! ألا ندع طفلتنا تخرج وحدها من البيت، تجرجر عباءتها في الثانية من فجر رمضان، في طريق كله شباب متهور، لكي تصلي صلاة التهجد؟! أليس هذا هو منتهى السلبية والاتكالية؟!