حرَّكت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الهادفة إلى إنقاذ العراق، من خلال الوصول إلى تحقيق الاستحقاقات الدستورية المتمثلة في تشكيل الحكومة العراقية واختيار الرئاسات الثلاث، الأوساط العربية، وجعلتها تخصص أوقاتاً ومساحات كبيرة للاهتمام بالشأن العراقي؛ ما يلغي ويعالج العتب العراقي؛ حيث كثيراً ما يشكو مواطنوه من عدم اهتمام أشقائهم العرب بما آل إليه العراق.
ومبادرة خادم الحرمين الشريفين لإنقاذ العراق عودة قوية للحضور العربي للإسهام مع الساسة العراقيين في معالجة وحل القضايا الوطنية والقومية، مثلما يحصل في كل الأقطار العربية التي تتشابك فيها الاهتمامات الوطنية والقومية.
إضافة إلى أن المبادرة تعيد الثقة للعراقيين تجاه الدور العربي الذي عملت أطراف إقليمية ودولية معروفة على إقصائه إلى حد قتل السفراء والدبلوماسيين العرب، وظلت الدول العربية بعيدة عن القضايا الكبيرة إلى حد تجرُّؤ جماعات شعوبية انتشرت بعد الاحتفال الأمريكي على التشكيك في أي مشاركة عربية أو أي جهد عربي، وهذا ما زرع شكوكاً لدى العراقيين وجعلهم يتوجسون عند الحديث عن أي تحرك عربي.
ومبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز ستعيد الثقة لدى هؤلاء بالتحركات العربية، وستكشف مواقف الآخرين، خاصة أن مبادرات العرب، ومنها مبادرة خادم الحرمين الشريفين، لا تستهدف تحقيق أطماع قطرية، مثلما أظهرت أفعال الجهات الإقليمية طوال السنوات السبع التي رافقت الاحتلال، والتي أوجدت نفوذاً وحضوراً لدول إقليمية يتجاوزان في كثير من الأحيان الوجود العربي رغم الانتماء العراقي للبيت العربي، والعراقيون يعرفون أكثر من غيرهم أن المبادرة السعودية لا تستهدف تحقيق غرض سياسي أو أطماع إقليمية.فمبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز - كما يراها العراقيون - واضحة، ولا تصاحبها أي شروط مسبقة، كما أنها لا تتعارض مع أي مبادرات إيجابية تستهدف معالجة المأزق العراقي، كمبادرة رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني، بل إن كثيراً من المحللين والخبراء يرون في مبادرة خادم الحرمين الشريفين تدعيماً وتعزيزاً للمبادرات الإيجابية، ومنعاً لأية مغامرات ومحاولات فرض واقع شاذ على العراقيين؛ ولهذا فإن الدول العربية والدوائر السياسية بعد إعلان دعم المبادرة وتأييدها والإشادة بحكمتها تقدِّم ورقة إنقاذ صادقة تُعدّ - كما تراها جامعة الدول العربية - آخر مسعى لإنقاذ العراق والمنطقة.
JAZPING: 9999