في زاوية د. حمزة السالم (المسكوت عنه) كتب تحت عنوان: في المجتمع الذكوري مقالاً نادراً؛ فقد وجدت ما أظن أنّ الكاتب ينفرد به من وجهات نظر، كما وجدت عدداً من الأخطاء اللغوية رأيت أنّ من الضروري الإشارة إليها.
وبدءاً فأنا لا أوافق الخطيب الذي أشار إليه الكاتب ولا أدافع عنه، والذي يظهر لي أنّ الخطيب يعبِّر عن وجهة نظره ولربما خانته الألفاظ وبالغ في الوصف والاستنتاج!!
ولكني أسأل الكاتب السالم: وماذا يقابل المجتمع الذكوري؟ مجرد سؤال!!
ثم إنّ قوله: (لا بد أن تتساوى الحقوق والواجبات) وقوله: (وعقل المرأة كعقل الرجل) مخالفٌ مخالفة صريحة لنصوص القرآن الكريم والسنّة النبوية وانظر أقوال المفسِّرين في قوله تعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} (36) سورة آل عمران.
ثم إنّ الكاتب الكريم يقول: (يتلاعب الرجل في المجتمع الذكوري بالمرأة في: زواج وطلاق وحجر وضرب وسكر وشذوذ وقذارة وتسلُّط وتنفيس غضب)، أيّ خلط هنا؛ فالزواج والطلاق أمران شرعيان لهما شروطهما وآدابهما الشرعية، كما أنّ الحجر والضرب قد وردا في الشرع بضوابط متفق عليها، أمّا السكر والشذوذ وغيرهما مما بعدها فهي معصية وشؤم وحرب لشريعة الله فكيف يخلط بينها ويعدّها كلها من طبيعة ما يُسمِّيه المجتمع الذكوري الذي هو محل سخرية ونقد!!
والكاتب يقابل بين غير متقابلين، الأول: المجتمعات المتقدمة والثاني: المجتمع الذكوري.. ثم ذكر أنّ الوضع الاقتصادي مرتبط بظلم المرأة ولا أجد في ذلك تلازماً سوى حالات شاذة لا يُقاس عليها. فأجدادنا كرّموا المرأة وعصر نبينا صلى الله عليه وسلم قبل ذلك بكثير جداً كُرِّمت فيه المرأة في ظلّ وضع اقتصادي ضعيف بمقاييسنا المعاصرة، ولم تشكُ المرأة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ظلماً أو هضماً. وأخيراً أسأل الكاتب الكريم: وقد أورد قول الشاعر: والظلم من شيم النفوس، أليس في مقالك ظلم لمن خالفك في الرأي، أوليس في حرية الرأي متسع، وفي قضايانا ما يحتمل الخلاف الذي لا يفسد للود قضية.
أما الأخطاء اللغوية في المقال فغيثٌ منهمرٌ وكمٌّ كبيرٌ، أولها: كلمة (تكنولوجيا) فهي كلمة إنجليزية وضع لها مقابل لغوي مشهور وهو كلمة (التقنية) ثم كلمة (إمكانيات) خطأ لغوي فجمع كلمة (إمكانة) (إمكانات) وليس إمكانيات.
وقبل ذلك كلمة (بسيطات في تفكيرهن) فكلمة (بسيط) من البسط وهو الاتساع وهذا غير مقصود هنا، والأولى أن يقال هنا: ساذجات أو هينات أو ضعيفات.
ومن الأخطاء اللغوية الكلمات: (وتفقه بليدٌ) (واختزل عابث) و(برّر أحمق) (وأهدر في نقاش) لا أعرف ما إعراب تلك الكلمات: بليد، عابث، أحمق.
وقال: (القوة الجسمية لم تَعُد ذا أهمية في عصرنا) أليس الصواب أن يقال: ذات أهمية، وكلمة (الغير) خطأ لغوي فهذه الكلمة لا تلحقها أل والصواب أن يقال: على غيرها.هذه إشارات سريعة مختصرة تزيد الود ولا تنقصه وتُجَلِّي الصورة ولا تمحوها، وتنقل حق كاتب على قرائه.
عبدالعزيز بن صالح العسكر - الدلم