جاء استمرار سمو الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيساً للهلال والتراجع عن استقالته المعلنة بعد الخروج الآسيوي بمثابة انتصار للجانب الحسن في الوسط الرياضي وجانب الحب والمسؤولية الوطنية والتسامح بين الجميع.. فلم يأت هذا الالتفاف الكبير من قبل أعضاء شرف الهلال والجماهير الهلالية ومنسوبي الوسط الرياضي عموماً حول سموه من فراغ أو مجاملة بقدر ما يعكس ذلك التقدير الكبير من الجميع لسمو رئيس نادي الهلال ومبادئه ومبادراته وقبل ذلك عمله الاحترافي الذي قدمه في الهلال وأصبح نموذجاً يحتذى في الأندية الأخرى..
شخصياً أرى أن استمرار الأمير عبدالرحمن بن مساعد في رئاسة الهلال هو انتصار كبير للهلال أولاً وللرياضيين ثانياً وللفكر الإداري الناجح في الأندية السعودية.. وعلى صعيد الهلال فإن من المهم جداً استمرار الاستقرار الإداري والعمل الناجح الذي قدمته الإدارة الهلالية خلال فترة عملها فضلاً عن الطموحات الجماهيرية العالية التي تضطلع بها الإدارة الهلالية كإدارة قادرة على تحقيق الطموحات وإضافة المزيد من الإنجازات للزعيم.. ويكفي هذا الحب الجارف الذي يحظى به سمو الأمير عبدالرحمن من قبل الجماهير الهلالية لنتأكد أن سموه قادر على إسعادهم وتحقيق تطلعاتهم وآمالهم وبلا أدنى شك فإن استمرار الأمير عبدالرحمن هو استمرار للسريرة النقية والوضوح والصراحة مع الجميع ولذلك فلا غرابة أن ينهض الهلال سريعاً بعد الكبوة الآسيوية وأن يواصل هوايته المعتادة في صعود المنصات وتحقيق الإنجازات.. أضف إلى ذلك أن استمرار الأمير عبدالرحمن وأمثاله في الوسط الرياضي هو مكسب كبير وتعزيز للمنافسة الشريفة البعيدة عن الخروج عن الروح الرياضية والبحث عن الانتصار بأي وسيلة وطريقة.. فهنيئاً للجماهير الهلالية والهلاليين استمرار قامة بحجم الأمير عبدالرحمن على رأس الهرم الهلالي وهنيئاً للمنافسين بقاء عقلية بحجم الأمير رغم أنها ستحرجهم كثيراً بالارتقاء لمستوى الفكر والطرح ولرؤية واسعة الأفق التي يمتلكها سموه في نظرته للتنافس الرياضي الشريف وسط الميدان.
وأخيراً أقول إن تواجد سمو الأمير عبدالرحمن على رأس الهرم الهلالي سيكون بمثابة شحنة قوية دافعة لكل الهلاليين للوقوف خلف سموه ودفع فريقهم للحفاظ على لقبه بطلاً للدوري ورقماً صعباً في المنافسات المحلية لا تمر البطولات للآخرين إلا عن طريقه!
لمسات
وضع التحكيم السعودي المتردي يأتي كنتاج طبيعي لتدني مستوى القيادات التحكيمية.. فلو أن لدينا معلمين أو أساتذة جامعة بمعدلات مقبول وما حوله فبالتأكيد أنهم سيخرجون طلاباً أقل مستوى منهم!!
المستوى العام للدوري هذا العام جاء متوافقاً مع ما طرحته عند الحديث عن زيادة فرق الدوري إلى 14 فريقاً، حيث توقعت أن يهبط المستوى العام وأن يتحول الدوري إلى دوري شبيه بمستوى دوري الدرجة الأولى من حيث تقارب مستوى معظم الفرق وهو هنا يعني أن الجميع دون المتوسط.. وما لم أكن أتوقعه هو هبوط مستوى فرق المقدمة، حيث يكون لدينا مستويان ثلاثي الصدارة وبقية الفرق لكن حتى الآن لدينا مستوى واحد (تقريباً) فلا فرق يذكر بين فرق المؤخرة والوسط (فنياً) ولذلك المستوى العام أقل من المتوسط وفقد الدوري الكثير من قوته وإثارته بتواضع مستوى عدد كبير من فرقه!
كأس الأمير فيصل بن فهد فكرة ممتازة بإقامته على طريقة الدوري وتخصيصه للأولمبيين.. لكن توقيت إقامته وعدم وجود فترة كافية بين مباريات فرق دوري زين في كل جولة وأخرى لم يمنح الوقت الكافي للدوري للمتابعة والاهتمام وكذلك لم يمنح الوقت الكافي للأندية لإعداد فرقها جيداً في ظل ضغوط مباريات دوري المحترفين!
مطلوب من اتحاد الكرة (هيئة دوري المحترفين) العمل على ضمان مباريات قوية وتنافسية عادلة بين الجميع والحرص على تحديد المباريات القوية التي يتطلب الأمر إسنادها للحكام الأجانب دون أن يترك ذلك للأندية.. فمسؤولية نجاح الدوري وعدالة المنافسة وتوفير فرص متساوية أمام جميع الفرق مسؤولية اتحاد الكرة الذي يجب أن يكون قادراً على السير بالدوري نحو النجاح دون الاعتماد على آراء ومزاجية بعض الأندية وترك الأمر لها فمن حق الفرق المتنافسة أن تضمن عدالة مبارياتها ومباريات منافسيها في آن واحد!
النجم البرازيلي تفاريس نجم الدفاع الشبابي صاحب مقولة شهيرة يتحدث بها دائماً للاعب الهلال عندما كان يلعب في صفوفه.. حيث يقول: إذا فقدت مستواك أثناء المباراة فلا تفقد قلبك (روحك). بمعنى أن المستوى يذهب ويعود لكن الروح يجب أن تكون حاضرة دائماً وأبداً بالبحث الدائم من الفوز والانتصار.. وهذا ما فعله لاعبو الهلال أمام الرائد بعد أن فازوا برباعية في ظل النقص وضربتي الجزاء.. هذه المقولة قد تفسر لنا التألق الدائم لتفاريس والروح العالية التي يلعب بها دائماً وهي بمثابة درس لجميع لاعبي الكرة!
أتمنى أن لا تنسب الهزائم المتتالية التي يتعرض لها الفريق الأهلاوي إلى ابتعاد رئيسه الشاب سمو الأمير فهد بن خالد.. الأهلاوي الذي كسب حب واحترام وتعاطف الجميع معه بأخلاقه العالية وتواضعه الجم.