|
الجزيرة - حواس العايد
أكد عضو بمجلس الشورى أن 50% من طاقة مصانع الأعلاف المركبة القائمة بالمملكة متعطلة بسبب الاستمرار في دعم الشعير، مبيناً أن الآلية الراهنة لدعم الشعير ستعيق ظهور الخطة الوطنية لصناعة الأعلاف المركبة.
وقال الدكتور منصور الكريديس لـ(الجزيرة): إن الاستمرار في دعم الشعير لوحده سيعطل النهوض بصناعة أعلاف الماشية بالسوق المحلي، كما أنه يشكل عائقاً أمام المستثمرين للدخول في هذه الصناعة. وأضاف: الخطة الوطنية لصناعة الأعلاف هدفت إلى التحول من اعتماد مربي الماشية في تغذية حيواناتهم على الشعير بشكل رئيس إلى العلف الكامل المتوازن غذائياً. وقد حددت الخطة على قيام مصانع الأعلاف المحلية بهذه المهمة وأن يتم دعم المدخولات الأخرى مثل (الذرة، الذرة البيضاء، دريس البرسيم، فول الفاصوليا، الشوفان وغيرها) بحيث ينافس الشعير في القيمة الغذائية والسعر. وأضاف: من الواضح وفي ضوء ما يتم حالياً من ممارسات غير سليمة في سوق الأعلاف بالمملكة أن سوق الأعلاف ستعاني كما أن الخطة لن ترى النور مادام الشعير يدعم بهذه الطريقة.
وقال الكريديس إنه وبسبب الاستمرار في دعم الشعير لوحده فإن 50% فقط من طاقة مصانع الأعلاف القائمة مستغلة لعدم قدرة هذه المصانع على تصنيع علف كامل ومنافس لشعير مدعوم، ودعا الكريديس لجنة التموين الوزارية كلجنة معنية بمتابعة ارتفاع أسعار الشعير إلى مراجعة هذه الأمور والوقوف على الأسباب الحقيقية التي أدت إلى عدم تطبيق الخطة الوطنية لصناعة الأعلاف ومعالجة أوجه الخلل.
وتابع: تأخير تطبيق الخطة والارتفاع المتواصل في أسعار الأعلاف كالشعير يلحق الضرر البالغ بمهنة تربية الماشية بالمملكة لكونها تدعم نشاطاً يعتمد عليه شريحة مهمة من أبناء هذا الوطن ويعتبر مصدر دخل وعيش لهم ويساهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والديموغرافي بالنسبة لهم، علماً أن هؤلاء يشكلون 96% من مجمل قطاع إنتاج الماشية في المملكة.
وفيما يتعلق بالاستثمار الزراعي بالخارج للأعلاف الخضراء قال الكريديس إنه تم معالجته بمبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين بإطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين الزراعي في الخارج، والأعلاف الخضراء هي أحد أهم المحاصيل التي حددتها المبادرة للاستزراع الخارجي لما له من أهمية في إمداد الثروة الحيوانية بالمملكة بالعلف الأخضر إضافة إلى الحد من زراعتها داخلياً حفاظاً على الثروة المائية.
وعلى الجانب الآخر قال الرئيس التنفيذي ل»أراسكو» -إحدى شركات إنتاج الأعلاف- الدكتور عبدالملك الحسيني إن الخطة الوطنية للأعلاف المركبة هدفت إلى دعم الأمن الغذائي والمائي والبيئي بشكل مستدام في المنطقة والمملكة بشكل خاص وتفعيل خطط إستراتيجية الترشيد الزراعي والمائي.
وذكر أن استيراد الشعير فيه هدر للموارد المالية بحيث يتم شراء 50% من التجارة الدولية ويتم الضغط على السعر العالمي وإذا ارتفعت الأسعار في الخارج فمن الطبيعي أن ترتفع داخلياً مما يعزز احتمالات رفع إعانة الشعير. وذكر أن صناعة الأعلاف وخلال 3 سنوات غطت20% من احتياجات السوق في الوقت الحالي، وهذا يعد إنجازاً كبيراً على الرغم من عدم التطبيق الكامل للخطة والتي رأى أنها مفعلة ولكنها تطبق على مراحل وتسير ببطء مشيراً إلى أنها يجب أن تكون بخطى أسرع مما هو قائم حالياً من أجل تحفيز الشركات للدخول في صناعة الأعلاف لتوفير الطاقة الكافية من احتياجات السوق.
وكانت السوق السعودية قد شهدت خلال الفترة الماضية ارتفاعات متصاعدة في أسعار الشعير بسبب شح المنتج بالأسواق الأمر الذي زاد من حجم المطالب الرامية إلى خيارات أخرى بخلاف الشعير والذي بلغت أسعاره قيمة لم تكن تدور بخلد الكثيرين، وأعلن بعض مربي الماشية رغبتهم في استخدام الطحين بدلاً عن الشعير، وكانت مصادر قد كشفت ل»الجزيرة» عن إستراتيجية قادمة لمراقبة استيراد الشعير من لحظة تصديره في بلد المنشأ وحتى دخوله المملكة وتوزيعه بالأسواق.