|
تطرق الأستاذ عبدالرحمن العكيمي إلى دور الإبداع في استشراف المستقبل.. وقال في مقدمة كتابه «الاستشراف في النص - دراسة نقدية في استشراف المستقبل»: المثقف الرائي يستشعر الحدث من خلال معطيات الواقع ومن ثم تأتي لغة الاستشراف لتشكل تصورها في أدواتها محافظة على قيمتها الجمالية والفنية ولا تخرج عن حيزها الجمالي بل تظل تتحرك لدى المبدع الاستشرافي في سرادق مورقة وتمارس مغامرة الاستشراف.
وأكد الأستاذ عبدالرحمن العكيمي أنه حاول تناول النصوص الأدبية الرؤيوية تحديداً متتبعاً حركيتها ولغتها المعاصرة التي تحققت تنبؤاتها واستشرافاتها كحقيقة ماثلة للعيان.
وقال: المبدع الرؤيوي جزء من تكوين المجتمع ونسيجه فهو يستشعر هطول الحدث ويقرأ إرهاصات الأحداث التي ربما تلقي بظلالها وبغيومها القاتمة. إنه يشاهد الغيوم والسحب السوداء التي تنذر بهطول المطر ولربما كان مطراً أسود فيكون حضوراً للموت والسواد لكنه مضطر لاكتشافه قبل هطوله ومحذراً من سوداويته وعتماته.
وضرب الأستاذ العكيمي مثلاً بقصيدة الشاعرة العراقية الراحلة نازك الملائكة حين كتبت عام 1961 في مجلة الهلال تستشرف وصول فلول الاستعمار تقول:
رأيته، رأيته عدونا الشرير
يدخل باب بيتنا المقدس الصغير
رأيته يدوس رجلاه على الورود
يقتل تمنياتنا، يمزق الوعود