|
أراد الأستاذ مختار الغوث من خلال كتابه (الحقيقة والخيال في الغزل العذري والغزل الصريح) الصادر عن مطبوعات مكتبة كنوز المعرفة بجدة أن يقدم دراسة عن الشعر العذري فقط لكنه حين تعمق في دراسة الموضوع تبين أن الغزل العذري والغزل الصريح واحد ويصدق على أحدهما ما يصدق على الآخر.
وقال: اعتمد المؤرخون فيما كتبوا عنهما على ما قرأوا في كتب الأخبار ثم على ما قال الشعراء فعرا أحدهما ما عرا الآخر في كل شيء تقريباً وبدا لي أن التفريق بينهما على الوجه الذي يرد في تاريخ الأدب ما يستحق أن يعاد النظر فيه فكان هذا البحث وقد بدأته بعرض صورة موجزة للغزلين في آثار الدارسين بينت فيها تأثر بعضهم بعضاً وكيف تناولوا القضية وبحثوا أسبابها وأصولها.
تناولت ذلك بالتحليل والمقارنة وأبنت ما مس أعمالهم من التناقض وما دخلها من الإسقاط وما تحكم فيها من التقليد وتأثرها بثقافتهم وواقعهم الاجتماعي ومنازعهم الفكرية.
وقارنت بين الغزلين فبينت ما بينهما من أوجه التوافق وأنهما لم يكونا بذلك الاختلاف الذي ذكر المؤرخون ودرست شعراء الغزل الحضري وشعراء الغزل العذري شاعراً شاعراً لأتبين علاقة رجال الحاضرة عامة بنسائها وما شاع من علاقة بعض الشعراء بالنساء ومبلغ شيوع العشق في البادية.