من أجمل الكتب التي ألفها د. غازي القصيبي رحمه الله كتاب بعنوان «بيت» جمع فيه الكثير من الأبيات الجميلة التي قالها شعراء كبار.. وعلق على هذه الأبيات بأسلوبه الرائع وكتب في التمهيد لهذا الكتاب يقول:
في الصفحات التي تلي محاولة متواضعة جداً، محصورة جداً، لإرجاع الشعر إلى طبيعته، تعبيراً عفوياً عن تجارب الروح البشرية، وتحريره من أغلال النقد الثقيلة التي كثيراً ما تغتال أجمل ما فيه.
اختار د. القصيبي بيتاً للشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي يقول:
يا ويله.. من لم يحب
كل الزمان حول قلبه شتاء
وعلق قائلاً: كنا الصديق الشاعر عبدالرحمن رفيع وأنا ندرس في القاهرة ولا يمر بنا يوم واحد دون أن نكتب قصيدة جديدة أو نكتشف قصيدة جديدة؛ وكان من رواد بوفيه كلية الحقوق في تلك الفترة الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي.
لا أحسب أن أحمد كان قد بلغ العشرين عندما قال بيته هذا ولم نكن، عبدالرحمن وأنا، قد بلغنا هذه السن، ومع ذلك شعرنا في سن الربيع والدفء والحرية، وفي سن الانطلاق والمغامرة والخطر، شعرنا نحن الثلاثة أن الحياة بكل احتفالاتها بنفسها وبالشباب تتحول إلى شتاء، إذا لم تنبض خفقات القلب بالحب الحقيقي.