|
ورث أخوان عن أبيهما قدراً من المال، فاقتسماه بينهما مناصفة. ثم استطاع أحدهما بحسن تدبيره أن يرعى ماله وأن ينميه، في حين أن الآخر أسرف في الإنفاق حتى فقد ماله عن آخره، ولما أصبح الأخ الأخير فقيراً، ولم يعد لديه مال ينفق منه، سوّلت له نفسه أن يسطو على بيت أخيه ويسرقه في أثناء الليل. فلما جنّ الليل، دخل مخزن غلال أخيه وهمّ بسرقة جوال من الدقيق، ولكنه فوجئ بشخص يرمقه ويهدده إن لم يترك الجوال، فلما سأله الأخ عمن يكون، أجاب بأنه (حظ) أخيه، وهو يقوم بحراسته وحراسة أمواله، عند ذاك سأله الأخ: «ولكن أين أجد حظي؟ فأجاب: إنه هناك، ساكن في الجبل الشرقي، فاذهب إليه واطلب منه أن يرعاك كما أرعى أخاك». عند ذاك شكره الأخ، واتخذ طريقه إلى حظه، ولكن الطريق كان طويلاً، وكان لا بد له من أن يجتاز فيه الغابات ويصعد الجبال. وبينما كان سائراً في غابة، أبصر أسداً قادماً من بعيد، فأسرع وتسلق شجرة ريثما يجد الأسد ما يفترسه، وعندئذ لا يطمع في افتراسه، وبعد قليل اصطاد الأسد غزالة وأسرع في التهامها، ولكنه ما كاد يفرغ من التهامها حتى نظر إلى الأخ كأنما يترقب نزوله. عند ذاك شرح له الأخ مهمته ورجاه أن يتركه ليسعى إلى حظه حتى يوقظه لأنه غافل عنه. فاستجاب الأسد لتوسله ولكنه رجاه أن يسأل له حظه عن السبب الذي من أجله لا يشبع الأسد قط، مهما التهم من فرائس، فوعده الشاب أن يلبي مطلبه، وهبط من أعلى الشجرة، ومضى في طريقه.
ثم تقابل الأخ مع فلاح وأخذ يتحدث معه، واستضافه الفلاح وأكرمه. ثم طلب منه أن يمكث معه ويعينه في فلاحة الأرض ويأخذ أجره. ولكن الشاب اعتذر بأنه ذاهب لإيقاظ حظه. عند ذاك توسل إليه الفلاح أن يسأل حظه عن السبب في أنه يبذل جهداً كبيراً في فلاحة الأرض ومع ذلك فهي لا تثمر، فوعده الشاب أن يحقق مطلبه، ثم ودعه ورحل.
وصادف في طريقه قصراً فدخله، وطلب من أصحابه أن يستضيفوه تلك الليلة، فاستضافه الملك وأكرمه كل الإكرام، وطلب منه في النهاية أن يبقى معه لمؤانسته، ولكنه اعتذر بأنه ذاهب في مهمة كبيرة وهي إيقاظ حظه، عند ذاك طلب منه الملك أن يسأل حظه عن السبب في عدم رضا الرعية عنه على الرغم مما يبذله من جهد في سبيل إرضائها، فوعده الشاب أن يفعل ذلك ثم اتخذ بعد ذلك طريقه إلى الجبل الشرقي، وكان قد أصبح منه قاب قوسين أو أدنى.
وهناك في الجبل وجد حظه يغط في نوم عميق، فأخذ يركله برجله حتى أيقظه، ثم أخذ يعتب عليه أنه نام عنه ولم يعد يرعاه رعاية حظ أخيه إياه. ثم رجاه بعد ذلك أن يظل يقظاً، فوعده حظه بأن يفعل ذلك فسعد الشاب بذلك وتأهب للعودة، ولكنه قبل أن يفعل ذلك تذكر الوعود التي وعد بها الشخوص التي قابلها، عند ذاك عرض على حظه أسئلة هذه الشخوص الحائرة لكي يجيب عنها، فقال له حظه: «قل للملك ألا يخدع شعبه لأنه في الحقيقة امرأة متنكرة في شكل رجل. والشعب يعلم ذلك وإن لم يصارحه به خوفاً من جبروته، وقل للفلاح أن يستخرج أولاً الكنز الذي في أرضه، وعند ذاك ستثمر أرضه، وقل للأسد أن يفترس رجلاً فاسداً، وبعد ذلك سيشعر بالشبع بعد الأكل».
بهذه الكلمات، وبوعد حظه إياه أن يظل يقظاً، عاد الشاب إلى بلده، وفي طريقه أبلغ الملكة المتنكرة رد حظه على سؤالها فوعدته الملكة أن تفعل ذلك وطلبت منه أن يبقى معها وأن يتزوجها ويعينها على حكم شعبها، ولكنه اعتذر، لأن حظه كان قد استيقظ، ثم أبلغ الفلاح برد حظه عن تساؤله، فطلب منه الفلاح أن يساعده في استخراج الكنز ثم يقتسمه معه، ولكنه اعتذر له كذلك بأن حظه كان قد استيقظ، وفي النهاية أبلغ الأسد سؤاله وقال له: «لا بد أن تلتهم رجلاً فاسداً حتى تشعر بعد ذلك بالشبع بعد الأكل». عند ذلك أجابه الأسد: «وهل يمكنني أن أجد من هو أفسد منك»؟ وهجم عليه وافترسه.
***
رسوم
1- عمر حسام 10 سنوات
2- آية السعدي 9 سنوات
3- بلال أحمد 9 سنوات
4- زيد محمد 9 سنوات
5- روان عرفات 9 سنوات
6- محمد عمرو 9.5 سنوات
7- آدم حامد 10 سنوات
8- أديان عائش 10 سنوات