كتب - خالد الدوس

القرار السامي المتضمن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - على إنشاء الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية جاء ليعيد صياغة واقع الرياضة الجامعية وبلورتها في قالبها العلمي, ورسم سياسة رياضية جديدة منظمة وفق عمل مؤسسي يرتكز على منهجية علمية رياضية تمثلت في ولادة اتحاد رياضي ينظّم أنشطة ولقاءات رياضية ويدعم المشاركات الرياضية على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.

وهنا تبرز أهمية ومنطلقات الحركة الرياضية لطلاب الجامعات السعودية؛ كونها تشكّل رافداً قوياً لدعم البناء الرياضي بالمملكة من خلال اكتشاف وإعداد وتبني المواهب الواعدة والسواعد الشابة بمختلف الألعاب وإبرازها على الصعيدين الداخلي والخارجي؛ فوجود اتحاد رياضي جامعي كمؤسسة رياضية تنظم أنشطة ولقاءات رياضية وفق معايير عالية الجودة لا شك سيكون محفزاً لكثير من طلاب الجامعات وشبابنا المتعلم بالحث على ممارسة النشاط الرياضي بوصفه سلوكاً تربوياً صرفاً يعزز من القيم الأخلاقية والشيم النبيلة وتنمية أصول ثقافة الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر، إلى جانب تأصيل روح العمل الجماعي وكذا تعميق المنافسة الشريفة ودعم إطارها المثالي.

* فالرياضة الجامعية لا تقل بأي حال من الأحوال عن الرياضة المدرسية أهمية بدورها الريادي والبنائي في إبراز وصقل المواهب الشابة وتنمية قدراتها الفنية وتغذية ثقافتها وتنوير أدمغتها؛ وبالتالي ضخ هذه الدماء الواعدة في شرايين الأندية ودعمها بعقول رياضية مستنيرة نهلت العلم والمعرفة من الصروح الأكاديمية والمؤسسات التعليمية. فقد قدمت الحركة الرياضية الجامعية عندما كانت تعيش في أفضل حالاتها ووهجها الرياضي إلى الساحة الرياضية، وتحديداً في حقبة التسعينيات الهجرية، أسماء لامعة ونجوماً كباراً مثلوا صروحهم الأكاديمية في الدورة الرياضية للجامعات المحلية التي كانت تقام آنذاك، وأذكر منهم على سبيل الاستدلال صانع الأهلي الحديث الأمير خالد بن عبدالله والدكتور عبدالرزاق أبو داوود والأستاذ أحمد عيد ونجم النصر الدولي الدكتور خالد التركي ونجم الوحدة الدكتور عمر مروعي والدكتور صالح العميل مهاجم الشباب سابقاً، ومنهم مَنْ مثل منتخب الجامعات السعودية على الصعيد الخليجي؛ فنجحت الحركة الرياضية الجامعية في دعم الأندية بهؤلاء النجوم الذين جمعوا الخلق الرفيع والأداء الفني والتحصيل العلمي العالي.

* مبادرة الملك الرياضي رئيس مجلس التعليم العالي - حفظه الله - بإنشاء الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية ينبغي أن تحظى برسم سياسات منظمة للأنشطة الرياضية وتشكيل أعضاء الاتحاد الوليد وفق معايير وأسس تضمن نجاح وفلاح وانطلاقة هذه المؤسسة الرياضية إلى تحقيق الأهداف المنشودة والتطلعات المنتظرة، التي من أهمها: اختيار المتخصصين الذين يجمعون الخبرة الميدانية والمعرفة الأكاديمية والحس الرياضي أمثال الدكتور عبد العزيز المصطفى أستاذ علوم الحركة الرياضية والتربية البدنية والخبير الرياضي الدكتور صلاح السقا والدكتور ناصر العسيري المشرف على النشاط الرياضي بكلية الآداب بجامعة الملك سعود والدكتور عمر المروعي أستاذ الفسيولوجيا الرياضية بجامعة أم القرى والدكتور الرياضي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة عبدالإله ساعاتي والدكتور خالد مسعود نجم الأهلي سابقاً وأستاذ علم الفسيولوجيا بجامعة طيبة، وغيرهم من الكفاءات الرياضية المؤهلة في صروحنا الأكاديمية التي تملك الفكر المستنير والرؤية العصرية والأفق الواسع.. فجامعاتنا تضم أكثر من 20 عضو هيئة تدريس متخصصين في العلوم الرياضية والتربية البدنية, علاوة على خبرتهم الرياضية بوصفهم لاعبين سابقين في بعض الأندية، ويمكن الاستفادة منهم ومن تنوع التخصصات والخبرات في دعم الأنشطة الرياضية الجامعية والعمل على تطوير برامجها وخططها وفق منهجية علمية مؤسسية ورؤية رصينة قادرة على استشراف مستقبل الحركة الرياضية لطلاب الجامعات بالمملكة وتأخذ بيد التفوق الرياضي في صروحه الأكاديمية ومؤسساته التعليمية؛ وبالتالي انعكاسه على البناء الرياضي بشكل عام.