صديقي صاحب المفاجآت العجيبة، اتصل من حيث قرر أن يدرس الصينيين ولغاتهم، مسترشداً ب(اطلب العلم ولو في الصين)، وهو لايزال مقتنعاً بصحة الحديث، رغم محاولات البعض التوضيح أن لا أصل له مثل غيره، إلا أننا وجدنا في تركه وشأنه خيراً يدعم مهمته لفك رموز مليار صيني كما يقول.
اتصل من أجل أن يسأل عن قضية أشغلت الناس والأمة، اسمها عمل «الكاشيرات»، «وش سالفة قصة الكاشيرات التي وصلت للصين عبر المحيط الهندي؟ وش الفرق بين الكاشيرة والممرضة وموظفة البنك، وبائعة البسطة، وكلامه الأخير ردده ثلاثاً، بعد أن دخلت الرموز الصينية في مخارج حروفه، والله أعلم.
وتوقعت أن صاحبنا يبالغ هل يعقل أن تكون قضيتنا الوطنية والدينية الكبرى وهمّ كل مشائخنا وطلاب العلم في بلادي، قد وصلت إلى الصين، إلى شرق الكرة الأرضية، رد صاحبي الذي أمضى في الصين إلى الآن ثلاثة أشهر، دون أن يعرف عدد الحروف الصينية: «يا أستاذ قضية الكاشيرات وغيرها، تطير في الفضاء المفتوح بسرعة الصوت، وصلت للغرب، ثم تُرجمت إلى لغات الكون وطبعاً «التشينيز»، وأعتقد أنها مرت بالهند، لتصبح اليوم معلومة صينية جميلة، لأن أغلب مكائن الكاشير والكاشيرات صناعة صينية».
شعرت أنه يتهكم، أو أن فارق التوقيت أصابه ببعض الهلوسة والتشويش، لكنه أضاف:
«لو تعرف صيني كان أرسلت لك كم رابط وكم ملف (بي دي إف)، لتكتشف المعلومة المثيرة اللي سببتوها يا أهل الإعلام، بقضية الكاشيرات، ياليتكم سكتوا.
«قضايا المجتمع وهمومه يعكسها الإعلام، فهو يقدم للهم والجدل العام في النهاية، وناقل الفتوى ليس مفتياً».أجبته.
«ياخوي خلكم مع التجربة الصينية، امنعوا قوقل والكثير من اليوتيوب، وياليت الفيسبوك كله، صاحب حملات خلوها.. وخلوها تكشر، وعالجوا مشاكلكم وبعدين انفتحوا على العالم».
- تقول هذا وأنت في الصين، أجل لو انك في الغرب كيف يكون حالك وأفكارك التغريبية..؟
- الله يرحم حالك، في الصين يا ناصر تملك النساء أكثر من نصف الثروة الوطنية، والمرأة تشكل 60% -70% من قوة العمل، وفي بعض القرى التي يصل سكانها لمئات الآلاف، يجلس الرجل في البيت وتذهب المرأة للعمل من أجل النفقة على الرجل.
- «أكيد تمزح..؟!».