من السهل إثبات أنّ القاعدة هي أشرس عدو للإسلام والمسلمين، بعد رحيل بوش (الابن) الذي احتل بلدين مسلمين وأنشب أظفاره في دول أخرى! وإذا كان بوش قد غزا أفغانستان والعراق، فإنّ القاعدة فعلت ذلك في أكثر من ثماني دول إسلامية وربما أكثر ! المزيد من التفجيرات التي تستهدف الأبرياء في كل مكان
وحتى الآن لم نسمع يوماً ما أنّ بن لادن أو الظواهري تأسّفا لمقتل مدنين في أي بلد عربي بل إنهم يبرّرون لمريديهم هذا القتل العشوائي في الناس! يحل أعضاء القاعدة ضيوفاً ثقلاء لذلك فهم يختبئون في الكهوف والجبال، والاختباء دلالة على ارتكاب الإثم و(الإثم ماحاك في نفسك وخشيت أن يطلع عليه الناس)! ومن أهم مظاهر عدائية القاعدة للمجتمعات الإسلامية أنها تعطّل مشاريع التنمية والاستقرار كما تفعل الآن في اليمن وأفغانستان، وتصرف الشباب ليس إلى عمارة الأرض كما أمر الله، بل إلى التمنطق بالأحزمة الناسفة وقتل الأبرياء، المهم بالنسبة للمخططين الوصول إلى السُّلطة وبالنسبة للبسطاء الوصول إلى الحور العين! مع أنّ في الأرض حوراً عيناً لا شيء يمنع من الوصول إليها بالطرق السلمية المتعارف عليها ودون تفجير ولا دماء متى ما عمّ السلام! والحور العين في الأرض وإن كانت تختلف المقاييس الدنيوية عن ما في الآخرة، لكنها ذات مواصفات عالية افتتن بها الرجال على مر الزمان! وعلى العموم فالقاعدة تعد أتباعها بما لا تملك!! مؤخراً شنّ (الانتحاريون) الموعودون بالجنة والحور العين هجوماً على إحدى الكنائس، كان هدفه الواضح إشعال فتنه بين المسلمين والمسيحيين قد لا تبقى محصورة في العراق فقط ! مع أننا أمرنا أن نعامل المسيحيين بالحسنى، ولو قرأ القاعديون سيرة الخليفة عمر بن الخطاب لعرفوا كيف عامل المسيحيين أو النصارى! لقد عاملهم بالحسنى وأبقى على كنائسهم وأماكن عبادتهم بل إن مفاتيح كنيسة القيامة وفي صورة تعكس التعايش الإسلامي المسيحي في مدينة القدس يقوم «مسلم» بفتح وإغلاق أبواب كنيسة القيامة كل يوم ويقوم بحراستها في تقليد متوارث منذ أن أعطى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه المفتاح لعبد الله بن نسيبة المازنية بعدما تسلّمه من البطريرك صفرونيوس، إضافة إلى مفاتيح مدينة القدس. وعائلة نسيبة هم من الخزرج من المدينة المنورة، وهي من أقدم العائلات المقيمة في القدس. لقد كان التبرير لتفجير الكنسية الانتصار لامرأتين اعتنقتا الإسلام في مصر فأغلق أهلها أو رعاة الكنيسة عليها الأبواب ! وهذه الحادثة لا تعني أن يكون رد الفعل عليها التفجير وقتل العشرات للضغط على كنيسة في مصر، ألم يقرأ هؤلاء القاعديون القرآن وبخاصة الآية التي تقول {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} أم أنهم وصلوا إلى درجة الاعتلاء والامتلاء فلم يعد القرآن يمثل لهم شيئاً! إنّ قضية المرأتين المصريتين المحتجزتين هي قضية مدنية تترك لسلطات بلادها، وهناك من الأساليب المدنية والقانونية المتاحة إذا كان من حق القاعدة التدخل في هذا القضية ! ولن تقنعنا القاعدة وأيادي رجالها ملطخة بدماء المسلمين في كل مكان عندما تقتل المسيحيين في مكان عبادتهم أنها تفعل ذلك حباً في الإسلام والمسلمين، وبعد أن أدعو لهم بالهداية وأن يردّهم الله إلى نهج جماعة المسلمين، أتمنى ان يجيبوا على هذا السؤال، من فوّض القاعدة لتكون ناطقة باسم مليار من المسلمين؟!