الجهود المباركة التي تبذلها الدولة لتطوير خدمات الحج، وتنظيم حركة الحجاج، والتي يقف وراء تنفيذها القيادي الإداري والمفكر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مدعوماً بجهود جبارة من الجهات المعنية وعلى رأسها جهاز وزارة الداخلية والتي بدأت تؤتي ثمارها خلال فترة وجيزة من الزمن، جديرة بالدعم من كافة القطاعات للوصول إلى مرحلة التكامل وتقديم خدمات متطورة قد تتوج بالمستقبل إلى إدارة الحج بواسطة الحكومة الإلكترونية منذ بداية منح التأشيرات وحتى مغادرة آخر حاج.
فالإطار القانوني لمنح تأشيرات الحج المتمثل في الحصص النسبية حسب عدد سكان كل دولة أو عدد المسلمين فيها المقر من قبل منظمة المؤتمر الإسلامي أثبت نجاحه وفاعليته وحكمة الأمة من إقراره، فمن الصعب السماح بتدفق الملايين لأداء فريضة في وقت واحد وفي مساحة جغرافية ضيقة لما فيها من مخاطر ومشقة، يضاف إلى ذلك الأنظمة والتعليمات الداخلية لتنظيم الحج ومنها أهمها الحصول على الترخيص لحجاج الداخل، وتنظيم الإقامة، ومنع الافتراش العشوائي الذي يتسبب في إرباك عمل المنظمين، ويسيء للمظهر الحضاري للحج.
من هنا تبدو أهمية تنظيم تأشيرات دخول الحجاج من الخارج، بعد أن تم تنظيم حجاج الداخل بموجب قاعدة الحصول على الترخيص. فالالتزام بالحصص يمكن المنظمون من وضع الخطط المسبقة على أساس العدد المقدر مع الأخذ في الاعتبار تقدير عدد إضافي استجابة لبعض الاعتبارات التي تجيزها الأنظمة كضيوف الدولة، أو ما تقتضيه قواعد المجاملة لبعض كبار الشخصيات والمسؤولين في بعض الدول الإسلامية والذي عادة ما يكون في خدود ضيقة جداً.
لكن الذي يجب تنظيمه ووضعه في الأطر القانونية، تلك الطلبات من تأشيرات الحج من قبل بعض الأفراد لاستضافة أعداد من الحجاج من مخلف الدول الإسلامية سعياً وراء الأجر. فعلى الرغم من النية الحسنة لهؤلاء وعدم التشكيك بها، إلا أن هناك من يسيء استغلالها في الخارج، وقد تروج للبيع على الحجاج، إضافة إلى إهمال تنظيم سكن وإقامة وتنقل المستفيدون من تلك التأشيرات بعد وصولهم المشاعر المقدسة.
وقد يكون من المناسب مستقبلاً، فرض بعض المتطلبات النظامية لمثل هذا النوع من العمل، كتقديم ضمان مالي، وعقود سكن مدفوعة مقدماً، وتأمين وسيلة النقل، وضمان مغادرة من قدم بموجب تلك التأشيرات وتكون العقوبة مصادرة الضمان المالي، أو قفل هذا الباب كلية، ومن يرغب التطوع لأعمال الحج، فبإمكانه دعم الجهات المختصة المعنية في تنظيم الحج وله من الجميع الشكر. وله الثواب والأجر إن شاء الله.